قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة: إن متعاقدين أمنيين أمريكيين اثنين ساعدا في تهريب رجل الأعمال "كارلوس غصن" من اليابان إلى تركيا، ثم إلى لبنان، أواخر الشهر الماضي.
وحسب موقع قناة "الحرة": ذكرت الصحيفة أن مايكل تايلور وجورج زايك رافقا غصن على متن الطائرة الخاصة التي أقلعت من أوساكا في اليابان إلى إسنطبول، الأحد الماضي.
صندوق أسود
وبينما صعد الأمريكيان الطائرة "بشكل طبيعي"، وضع غصن داخل صندوق أسود كبير يستخدم للآلات الموسيقية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن أشخاص قالت إنهم "على دراية" بالموضوع.
ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن التحضير لعملية الهروب استغرق شهورًا، ثم قرر غضن المضي قدمًا في تنفيذ الخطة بعد أن أيقن أن محاكمته في اليابان قد تستمر لسنوات.
وقالت الصحيفة: إن الحقيبة المستخدمة كانت بها ثقوب حتى يستطيع غصن التنفس، وكانت مزودة بعجلات لتسهيل عملية التنقل.
كيف سافر داخل اليابان؟
وشوهد غصن عبر كاميرات المراقبة، وفقًا لتقارير صحفية يابانية، وهو يغادر منزله في طوكيو حوالي الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر الأحد، ولا يعرف كيف قطع مسافة 300 ميل من طوكيو إلى أوساكا.
غادرت الرحلة أوساكا متجهة إلى إسطنبول الساعة 11:10 مساء الأحد، وكان على متنها بالإضافة إلى غصن والمتعاقدين طياران ومضيفة جوية، وقطعت الرحلة أكثر من 12 ساعة حتى حطت في مطار أتاتورك.
سر صورة تركيا!
وعلى أرض مطار أتاتورك، صباح الاثنين، قام موظف بالتقاط صورة لغصن، وهذه الصورة موضع تحقيق تركي الآن، وفقًا لأشخاص مطّلعين على الأمر، ثم نقل غصن في سيارة أخذته إلى طائرة أصغر على مدرج المطار نقلته إلى لبنان الاثنين.
تايلور الذي قالت عنه الصحيفة إنه "خبير المهارب السرية" الذي يمتلك شركات أمن خاصة، لم يرافق غصن في رحلته إلى لبنان، فقد قام هو ورفيقه زايك، وهو موظف أمن سابق في واحدة من شركات تايلور، بالسفر إلى بيروت عبر رحلة تجارية من إسطنبول.
طائرة تركية
وقالت "وول ستريت جورنال": إن تايلور كان قد استعانت به صحيفة نيويورك تايمز للإفراج عن صحفي كان في قبضة طالبان، وقد سجن في قضية تزوير عقود لوزارة الدفاع الأميركية بمبلغ 54 مليون دولار.
وكانت شركة الطائرات الخاصة التركية "أم أن جي جيت"، قد أعلنت في بيان الجمعة أنها قدمت شكوى جنائية تقول فيها: إن طائراتها استخدمت بشكل "غير قانوني" لنقل غصن إلى لبنان بعد فراره من اليابان لتجنب محاكمته.
ثلاث جنسيات
وغصن الذي يواجه تهمًا عدة تتعلق بمخالفات مالية ينفيها، أفرج عنه بكفالة في اليابان في أبريل لكن بشروط صارمة؛ منها حظره من السفر إلى الخارج، والإقامة تحت المراقبة.
لكن رجل الأعمال الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية، تمكّن من مغادرة اليابان خلسة، علمًا بأنه سلم جوازات سفره الثلاثة لمحاميه.
وقال غصن، الخميس، من خلال الوكالة التي تدير علاقاته العامة ومقرها باريس: إنه دبّر بمفرده خروجه المفاجئ من اليابان.
ولم تتضح بعد ظروف مغادرة غصن الشبيهة بأفلام هوليوود، من اليابان وسط معلومات مثيرة تحدثت عن اختبائه في صندوق آلة موسيقية، وهو ما نفاه مقربون منه.