قبل حوالى 20 مليون سنة، في مجرة لا تبعد عنا كثيرًا؛ انفجر نجم كبير وأطلق عناصر تمثل اللبنات الأساسية لحياة الكائنات التي تسبح في الفضاء.
وحسب تقرير لوكالة "رويترز"، فمنذ نحو عام، وبمحض الصدفة، حين وصل الضوء المنبعث من ذلك النجم إلى الأرض؛ لاحظ فريق من العلماء ذلك، وجمعوا -لأول مرة- بيانات عن المراحل الأولى لمثل هذا الانفجار الذي يُعرف باسم المستعر الأعظم (سوبر نوفا).
وتقدم التفاصيل التي يجمعونها صورةً تفصيلية لأصول العناصر المهمة من حولنا، مثل الكالسيوم الموجود في أسناننا والحديد الموجود في دمنا.
وقال باحث الفيزياء الفلكية أفيشاي جال يام: "في الواقع نرى الأتون الكوني الذي تتشكل فيه العناصر الثقيلة، أثناء تشكلها. نحن نراقب هذا أثناء حدوثه. هذه فرصة فريدة حقًّا".
وتشير النتائج التي نشرتها مجلة "نيتشر" الأربعاء أيضًا إلى أن انفجار النجم العملاق الموجود في مجرة مجاورة تسمى (ميسيير 101)، ترَك خلفه ثقبًا أسود على الأرجح.
وقامت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بمراقبة المستعر الأعظم، عبر تلسكوب هابل الفضائي، وسَمح ذلك بمراقبة مبكرة للأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الانفجار التي يحجبها الغلاف الجوي ويتعذر التقاطها من الأرض.
إلى جانب تتبع عناصر مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين التي انفجرت في الفضاء؛ أظهرت بيانات الأشعة فوق البنفسجية تفاوتًا بين الكتلة الأولية للنجم والكتلة التي قذفها إلى الفضاء أثناء الانفجار.
وقال "جال يام": "نشتبه في أن الانفجار خلّف ثقبًا أسود، ثقب أسود حديث التكوين لم يكن موجودًا من قبل. إنه ما بقي بعد الانفجار. انهار جزء صغير من كتلة النجم إلى المركز وتمخض عن ذلك ثقب أسود جديد".
والثقوب السوداء هي كتل استثنائية الكثافة وشديدة الجاذبية؛ بحيث لا يُفلت منها حتى الضوء.
وقال "جال يام": إنه بعد جمع خصائص أو ما يمكن وصفه على نحو ما ببصمات المستعر الأعظم من البداية إلى النهاية؛ قد يساعد ذلك العلماء في تحديد دلائل على حدوث ظاهرة المستعر الأعظم قريبًا في أماكن أخرى.
وأضاف "جال يام": "قد نتمكن في السنوات القليلة المقبلة من القول؛ ليس بالنسبة لجميع النجوم لكن ربما لبعضها: إن هذا النجم نظن ونشتبه في أنه سينفجر.. سيكون هذا رائعًا، ثم سنكون على علم وسنكون منتظرين ومستعدين".