توصل باحثون أمريكيون إلى طريقة تمكن السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار والروبوتات من تفادي الحوادث، وهذه الطريقة مستوحاة من أسراب الجراد القادرة على القيام بمناورات مراوغة لتجنب الاصطدامات.
ونقل موقع قناة "الحرة" عن صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تأكيد الباحثين أن ملايين الجراد تسير في أسراب بسرعة 2-3 أميال في الساعة، وهي قادرة على القيام بمناورات مراوغة في غضون مئات من المللي ثانية لتجنب الاصطدامات، بفضل خلاياه العصبية.
وقد طور الباحثون نسخة إلكترونية من هذه الخلية العصبية، تسمح بالتفاعل بسرعة دون استخدام الكثير من الطاقة، وعلى عكس مستشعرات الاصطدام الحالية للسيارات ذاتية القيادة، والتي تميل إلى أن تكون ضخمة وثقيلة، فإن النسخة المستوحاة من الجراد صغير جدًا ويمكنها الاستجابة في غضون ثانيتين فقط.
وقال مؤلف الورقة والمهندس سابتارشي داس من جامعة ولاية بنسلفانيا: "نحن نبحث دائمًا عن حيوانات ذات قدرات غير عادية، تلك التي تفعل شيئًا أفضل من البشر"، وأضاف "نرى الحشرات تستنسخ، ولكن بعد ذلك وجدنا أن الجراد فريد من نوعه".
وعلى عكس الحشرات الأخرى، يستخدم الجراد خلية عصبية واحدة متخصصة لتجنب الاصطدامات، يطلق عليها الخبراء " Lobula Giant Movement Detector " أو "LGMD ".
ووجد الباحثون أن الخلايا العصبية "LGMD " تستجيب لإشارات تصدرها العين، عندما تقترب من حشرة أخرى، وأضاف داس: "نظرًا لأن العصب يحتوي على فرعين، فإن الجراد يحسب التغييرات في هذين المدخلين ويدرك أن شيئًا ما سوف يصطدم، وبالتالي فإن الجراد يغير اتجاهه".
وتابع "بناءً على آلية تجنب الجراد الخاصة، طور الباحثون مستشعر تصادم بحجم النانو باستخدام كاشف ضوئي مصنوع من طبقة واحدة من كبريتيد الموليبدينوم".
وأكد الفريق أن هذا التطوير يمثل قفزة إلى الأمام نحو تطوير أنظمة ذكية منخفضة التكلفة ومحددة المهام وموفرة للطاقة وذات مصغر لتجنب الاصطدام، وقال الدكتور داس: "بينما لا يمكن للجراد إلا تجنب الاصطدامات مع الجراد الآخر، يمكن لجهازنا اكتشاف الاصطدامات المحتملة لمجموعة متنوعة من الأشياء بسرعات متفاوتة".