يحلم كل أب بيوم زفاف ابنته، وأن يسلمها في أبهى حلة إلى الرجل الذي استأمنه على فلذة كبده، ويأمل الأغلبية أن تحظى ابنته بليلة عرس لا تُنسى؛ ربما بحثًا عن سعادة ابنته، وربما للتفاخر أمام الأقارب والجيران؛ فيتكلف البعض ويصرّ على بعض الأمور غير الضرورية؛ فيتسبب في زيادة الأعباء على كاهل العروسين في مستهلّ حياتهما الجديدة.. لكن أبًا إماراتيًّا قرر أن يسير عكس التيار السائد، وأوجَدَ حلًّا يسّرَ به على زوج ابنته التكاليف المادية؛ لأنه يريد لابنته "زوجًا كثير الابتسام"!
المواطن والأب الإماراتي "بن مهاه المزروعي" غرد على "تويتر" يحكي قصة عرس ابنته باختصار، فحصد تفاعلًا كبيرًا، وكتب يقول: "سألني العريس: أين تفضل وبأي فندق أن تكون حفلة الزواج؟ قلت: ما هي التكلفة المالية المرصودة؟ وهل هناك قرض بنكي؟ قال: نعم، قلت: أعد القرض للبنك، واعمل حفلتك ببيت العروس وانتهينا، رد: لماذا يا عمي، قلت: أرغب بتزويج ابنتي لعريس غير مضغوط في الحياة، وبدون قروض، وكثير الابتسام".
فبهذه البساطة، قرر "المزروعي" أن ييسر أمر زواج ابنته، وألا يُثقل كاهل زوجها المستقبلي بتكاليف وديون غير ضرورية في مستهل حياتهما الزوجية.
وتابع الأب تعليقًا على أحد المباركين، موضحًا السبب وراء ذلك: "أبحث عن سعادتهما وليس توريطهما لإرضاء الآخرين؛ فالمنزل كبير جدًّا بقاعاته وجلساته، والكلفة مرفوعة".
الحاجة إلى هذه النماذج
وعلى الفور حصدت تغريدة "المزروعي" نحو 30 ألف إعجاب و15 ألف إعادة تغريد من المغردين العرب، الذين أثنوا عليه وعلى خطوته الجريئة؛ متمنين أن يصبح نموذجًا لرفع التكلّف، وعدم ضغط الزوج بطلبات مادية غير ضرورية. فكتب عبدالعزيز: "يا زينك بس، ربي يكثر من أمثالك وشرواك، يا حظه فيكم".
وعلق عبداللطيف الحربي قائلًا: "ما شاء الله تبارك الله. نموذج واعٍ ونحن بحاجة إلى هذه النماذج التي تفكر في المستقبل، وتبني العائلة على أساس صلب تحفها السعادة بدون ضغوط".
وكتب آخر: "ألف مبروك ونعم الأب. عار على هذا الزوج ألا يحترم ويُسعد ابنتك التي وهبتها إياه وبأقل التكاليف. وهذه فرصته أن يجعل جزءًا من هذه التكاليف هدية لسفرة مرتبة لشهر العسل، يسعد فيها ابنتك كما أسعدته وسهّلت عليه، ويسعد نفسه معها. الله يسهّل عليك دنيا وآخرة ويكثر من أمثالك".
وأضاف محمد حسن معلقًا: "أحييت شيئًا من سيرة تزويج الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا علي رضي الله عنه لابنته السيدة فاطمة. أحسنتم وهكذا يجب أن يكون الزواج، لا قرض ولا دين ولا تعكير المزاج في كيفية تسديد الديون المتراكمة؛ بل سعادة بركة منذ أول يوم".
فيما كتبت المغردة أروى الغامدي في معرض تعليقها على التغريدة: "مثال للأب الراقي المتحضر اللي فعلًا يخاف على مصلحة بنته. الله يبارك لهم. أتمنى يكون هذا الأب قدوة. الموضوع مو صعب ولا مستحيل.. كل أب يقدر يكون سبّاق للخير".