قضى 70 عامًا في "الرئة الحديدية".. وفاة الأمريكي بول ألكسندر بعد إصابته بكورونا

قضى 70 عامًا في "الرئة الحديدية".. وفاة الأمريكي بول ألكسندر بعد إصابته بكورونا

توفي الأمريكي بول ألكسندر في ولاية تكساس، عن عمر 78 عامًا، قضى منها حوالى 70 عامًا داخل غرفة الرئة الحديدية، وكوّن عددًا كبيرًا من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يروي قصة حياته منذ إصابته بشلل الأطفال في الأربعينيات حتى حصوله على شهادة في القانون.

قال دانيال سبينكس، وهو صديق قديم: إن بول ألكسندر توفي الاثنين في أحد مستشفيات دالاس. وأضاف أن ألكسندر دخل المستشفى مؤخرًا بعد تشخيص إصابته بكوفيد-19؛ لكنه لا يعرف سبب الوفاة.

قصة رجل "الرئة الحديدية"

كان "ألكسندر" في السادسة من عمره عندما أصيب بالشلل من الرقبة إلى الأسفل بسبب شلل الأطفال، وبعدها بدأ باستخدام الرئة الحديدية، وهي أسطوانة تغلف جسده حيث يدفع ضغط الهواء في الحجرة الهواء إلى الدخول والخروج من رئتيه. وفي السنوات الأخيرة، حصل على ملايين المشاهدات على حسابه على تيك توك المسمى "محادثات مع بول".

وقال سبينكس: "كان يحب الضحك. لقد كان مجرد واحد من النجوم الساطعة في هذا العالم".

وأثارت وفاة ألكسندر حزنًا عالميًّا ونعيًا واسع الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث أعرب متابعوه عن تقديرهم واحترامهم لشجاعته وإصراره على تحقيق النجاح، رغم التحديات الصحية التي واجهها طوال حياته.

وذكر ألكسندر لصحيفة "دالاس مورنينغ نيوز"، عام 2018، أنه كان مدعومًا بالإيمان، وأن ما دفعه للنجاح هما والداه الراحلان، اللذان وصفهما بـ"الأرواح السحرية" و"الأرواح غير العادية".

يمكنك أن تفعل أي شيء

وقال للصحيفة: "لقد أحبوني فقط". وأضاف: "لقد قالوا: يمكنك أن تفعل أي شيء. وقد صدقت ذلك".

وذكرت الصحيفة أنه بسبب إصابة "ألكسندر" بالشلل من الرقبة إلى الأسفل؛ تم تشغيل أداة بلاستيكية في فمه لكتابة رسائل البريد الإلكتروني والرد على الهاتف.

وقد حصل "ألكسندر" على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة تكساس عام 1978 وشهادة في القانون من الكلية عام 1984.

شلل الأطفال.. داء القرن التاسع عشر

وشلل الأطفال، هو مرض معوق ومهدد للحياة، يسببه فيروس شلل الأطفال. ينتشر الفيروس من شخص لآخر، ويمكن أن يصيب الحبل الشوكي للشخص ويسبب الشلل.

وفي أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20، أدت الأوبئة المتكررة إلى تحول مرض شلل الأطفال إلى أحد أكثر الأمراض المروعة في العالم؛ فأدى تفشيه على نطاق واسع في مدينة نيويورك في 1916، إلى مقتل أكثر من 2000 شخص، كما أدى أسوأ تفشٍّ مسجل في الولايات المتحدة في 1952 إلى مقتل أكثر من 3000 شخص.

وفي 1959، اعتمد 1200 أمريكي على الرئة الحديدية للبقاء على قيد الحياة؛ لكن الآلات أصبحت أقل شيوعًا تدريجيًّا مع الانتشار الواسع للقاح شلل الأطفال؛ فالرئة الحديدية تشغّل بمحرك كهربائي، وتعمل اعتمادًا على التغير في الضغط داخل الآلة، وعندما ينخفض الضغط؛ ينبسط تجويف صدر المريض محاولًا ملء الفراغ الجزئي، أما عندما يرتفع الضغط؛ فإن التجويف الصدري ينقبض. هذا الانبساط والانقباض -أو التوسع والتضييق- يحاكي التنفس الطبيعي الذي يتنفسه الإنسان.

وفي 1979، أعلن أن الولايات المتحدة خالية من مرض شلل الأطفال، وبحلول 2014، لم يتبقَّ سوى 10 أمريكيين يستخدمون الرئة الحديدية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org