تغلَّب الشاب الأربعيني زياد مصطفى دويدار، أحد أبطال الهمم في مصر، على إعاقته التي وُلد بها، وتسببت في انحناءات في مفاصل أطرافه الأربعة؛ فكانت دافعًا له لمزيد من الإبداع والتعلُّم والتطوير لنفسه وقدراته، حتى حصد الشهادات والجوائز، وأصبح مأذونًا وأنموذجًا وملهمًا لكثير من الشباب.
ومنحته كلية الحقوق بجامعة المنوفية بمصر شهادة ليسانس الحقوق بدون مرافق أو لجان خاصة أثناء الاختبارات، كما حصل على الماجستير في القانون، بعدها تقدم لعدد من الاختبارات، ووسط منافسة كبيرة اختير ليشغل مهنة "مأذون أنكحة".
وفي التفاصيل، تحدث زياد لقناة "العربية" عن رحلة كفاحه الدراسية قائلاً: "بعد حصولي على الليسانس حصلتُ في السنة التي تلتها على دبلوم الدراسات العليا في القانون، ثم دبلوم الدراسات العليا في العلوم الجنائية، ثم درجة الماجستير".
وأضاف: "في البداية كنت أمسك القلم بقدمي، ورسمتُ بعض اللوحات، وعندما التحقت بالمدرسة وجدت صعوبة في مسك القلم بقدمي في الفصل؛ فتحولت إلى الإمساك به بواسطة فمي. والحمد لله استطعتُ أن أكتب بالقلم بعد ذلك بشكل عادي وسهل".
وقال: "منذ أن وعيت على الدنيا أدركت أنني لست عاجزًا؛ لأن العجز هو عدم القدرة على التفكير، والأخذ بالأسباب والسعي".. مؤكدًا أنه طيلة دراسته لم يسعَ لأخذ دروس خصوصية، ووصفها بالغريبة عليه، وبأنها "مضيعة للوقت"، على حد رأيه.
ولفت إلى أنه كان الأعلى شهادة وسط المرشحين لمهنة المأذون؛ فتم قبوله وترشيحه للعمل فيها.
وعن رسالته من خلال تحديه ظروفه أكد "زياد" أن المعاق الذي يتحدى الإعاقة ليس مريضًا يصحو لكي يتناول دواءه من أجل أن يشفى! بل هو إنسان طبيعي، يحتاج فقط لإرادة للتغلب على المعوقات التي قد تواجهه.. داعيًا لتوفير سبل الراحة للفئة التي تتحدى الإعاقة حتى لا نضيف عليهم همومًا أخرى.
ولم يشعر "زياد" في أي يوم باختلاف عن أقرانه؛ فهو يمارس الرياضة، كما أنه امتهن الرسم كمصدر رزق، وعمل في برمجة الحاسبات والهواتف، ونال الكثير من الجوائز في الرسم والعمل التطوعي!