
كشف تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، جوانب مثيرة عن وباء كورونا الجديد وخصوصيته على أكثر من مستوى.
وقالت الصحيفة، إن هذا الوباء ناجمٌ عن "واحد من سلالة الفيروس التاجي الذي لم يسبق له مثيل من قبل.. وكما هو الحال مع الفيروسات التاجية الأخرى، فإن مصدرها حيواني، وكثيرون ممّن أُصيبوا بالعدوى، إما كانوا يعملون في سوق ووهان للمنتجات البحرية بالجملة في وسط هذه المدينة الصينية، أو غالباً ما تردّدوا عليه للتسوّق".
ورصدت "غارديان" في تقريرها أن هذا الفيروس الجديد "يتسبّب في مرض الالتهاب الرئوي، والسعال والحمّى وضيق التنفس.. ويحدث في الحالات الشديدة، فشل في وظائف أعضاء الجسم، وبما أن ذلك التهاب رئوي فيروسي، فإن تناول المضادات الحيوية غير مجدٍ، والأدوية المضادة للفيروسات المتاحة غير فعّالة، فيما يعتمد الشفاء على حالة الجهاز المناعي، وكان الكثير من المتوفين يعانون سوء الحالة الصحية قبل الإصابة".
وسجّل التقرير أن إجمالي عدد الوفيات في أكثر من 80 دولة بلغ 3190 شخصاً، في حين أُصيب أكثر من 93 ألف شخص".
وبشأن الوضع في الصين، أُفيد بتسجيل أكثر من 80 ألف حالة عدوى، تجاوز عدد الوفيات فيها ثلاثة آلاف شخص.
وأبلغ في كوريا الجنوبية؛ البلد الأكثر تضرراً من تفشي عدوى الفيروس خارج الصين، عن 5328 حالة، إلا أن أكثر من 44 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا الجديد في الصين تغلبوا على المرض وتعافوا.
ورأى التقرير أن المشكلة في التعامل مع هذا الوباء تكمن في أنه لا يعرف بعد مدى خطورة فيروس كورونا الجديد "إلى أن يتم الحصول على بيانات جديدة"، مشيراً في هذا السياق إلى أن "معدل الوفيات في مقاطعة هوبى؛ مركز الوباء الرئيس، يبلغ نحو 2%، وهو أقل من المسجل في أماكن أخرى.
للمقارنة في حالة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، يكون معدل الوفيات عادة أقل من 1%، ويعتقد أن 400 ألف شخص يموتون منه في جميع أنحاء العالم كل عام. معدل الوفيات الناجمة عن متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس) يتجاوز 10%".
وشدّد التقرير على أن النقطة الرئيسة المهمة التالية تتمثل في "عدم معرفة إلى أيّ مدى فيروس كورونا معدٍ. الاختلاف الأساسي بينه وبين الإنفلونزا هو عدم وجود لقاح ضدّ الفيروس التاجي الجديد؛ ما يعني أنه من الأصعب حماية الأناس المعرّضين لخطر العدوى، مثل كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي أو المناعة".
وينصح تقرير "غارديان"، إذا شعر المرء بتوعك واشتبه في إصابته بالعدوى أن يواظب على غسل اليدين، ويتجنب الاتصال بأشخاص آخرين، مشيراً إلى أنه من بين التدابير الوقائية المعقولة الأخرى أخذ لقاح الإنفلونزا، ورأى أن ذلك "سيقلل العبء على الخدمات الطبية، إذا تطوّر المرض في المنطقة إلى وباء أوسع".
وذكر تقرير الصحيفة أن "فيروسات كورونا التي تنتقل من الحيوانات تتسبّب في الإصابة بمتلازمة التنفس الحاد الوخيمة (سارس)، وبمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. انتشر في عام 2002 مرض سارس في نحو 37 دولة، ما تسبّب في حالة من الذعر في جميع أنحاء العالم، وأُصيب في الوقت نفسه أكثر من ثمانية آلاف شخص، وتُوفي أكثر من 750 آخرين.
من الواضح أن هذا المرض لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، لكن لديه معدل وفيات أعلى، إذ من بين نحو 2500 شخص تم تشخيصهم بهذه المتلازمة، مات ما نسبته 35%".