لم يتبقَّ من طقوس احتفالات رأس السنة الجديدة وأعياد الميلاد في أوروبا غير الثلوج التي كست مدنها، في حين غابت الأضواء في الشوارع والميادين، وعلى أشجار عيد الميلاد، بعد أن خفضت معظم المدن عبر القارة العجوز من إضاءتها ومظاهر احتفالاتها وسط أزمة كبيرة في الطاقة على خلفية التوتر الجيوسياسي في أوكرانيا، والعقوبات على روسيا.
"إذا أخذوا الأضواء فقد يطفئون عيد الميلاد أيضًا".. هكذا علقت إحدى البائعات في متجر محلي في إسبانيا، التي من المحتمل أن تتأثر مبيعاتها في ظل خفوت أعياد الميلاد، واحتفالات رأس السنة هذا العام.
في حين قال مارسيل ستوفيل، رئيس المجلس السويسري لأماكن التسوق، في تصريحات إلى "بلومبرج": "لا أستطيع أن أتخيل أن هذا لن يكون له تأثير على سلوك الشراء".
ووفقًا لما رصدته صحيفة "واشنطن إكسمينير"، فقد اتبع عدد من الدول الأوروبية طرقًا ووسائل مختلفة لتقليص الإضاءة أثناء الاحتفال بالأعياد، وتوفير الطاقة.. ففي العاصمة النمساوية فيينا قرر المسؤولون تأخير تشغيل الإضاءة إلى وقت متأخر من الليل، بدلاً من وقت الغروب المعتاد كما في السنوات السابقة.
وحذت العاصمة الدنماركية كوبنهاجن حذو فيينا؛ فقلصت من وقت الإضاءة واستهلاك الطاقة في موسم الأعياد والعطلات بنسبة 60%، كما أخرت من تشغيل الأنوار والإضاءة في الميادين والشوارع نحو أسبوعين عن المعتاد.
بينما في برلين أعلن مسؤولو المدينة عدم استخدام الأموال الحكومية في إضاءة عيد الميلاد؛ ما أبقى شوارع وأسواقًا شهيرة، عُرفت بالأضواء الصاخبة في العاصمة الألمانية، مظلمة في موسم العطلات؛ وهو ما يحد من السياحة في جميع أنحاء برلين.
وفي بريطانيا تقلصت ساعات تشغيل أضواء عيد الميلاد الشهيرة في شارع أكسفورد في لندن إلى ثماني ساعات في اليوم، كما تحولت إلى الإضاءة الموفرة "ليد - LED" لتقليل استهلاك الطاقة.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 70% من احتياجاته من الغاز المستخدم في التدفئة والإضاءة عبر خطوط أنابيب من ثلاثة بلدان أساسية، تتمثل حسب الأهمية في روسيا والنرويج والجزائر.
وبحسب عدد من التقارير، فإنه يعتقد أنه في حالة استمرار حظر صادرات الطاقة الروسية ستعاني أوروبا عجزًا في العرض بنسبة 40% بين عامَي 2025 و2030.