فَقَد العالم الأمريكي جيمس واتسون (90 عامًا) كل ألقابه التكريمية بعد تصريحات عنصرية مثيرة للجدل، وليست مبنية على دليل علمي، وصف فيها أصحاب البشرة السوداء بالأقل ذكاء من نظرائهم البيض؛ وهو ما اضطر مختبر "كولد سبرينغ هاربور" الذي يعمل فيه مستشارًا إلى تجريده من ألقابه.
وقال العالم الرائد في دراسات الحمض النووي "واتسون" في برنامج وثائقي بعنوان "عظماء أمريكان: تفكيك شيفرة واتسون" عبر قناة PBS التلفزيونية الأمريكية: إن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء.. وهو ما أدى إلى غضب قطاع واسع من المشاهدين، وجدوا تمييزًا غير مبني على وجهة نظر علمية معتبرة فيما أورده.
وهي المرة الثانية التي يدلي فيها "واتسون" بتصريحات ووجهات نظر عنصرية علانية؛ إذ سبق أن قال لـصحيفة "التايمز" في عام 2007 إنه متشائم بشأن مستقبل إفريقيا؛ لأن كل السياسات الاجتماعية مبنية على فرضية أن ذكاءهم مثل ذكاء البيض، بينما تقول كل التجارب إن الأمر في الحقيقة ليس كذلك. مضيفًا: الذين اضطروا للتعامل مع موظفين سود وجدوا أن هذا غير صحيح، على حد تعبيره.
واضطرت تصريحات العالم المثير للجدل آنذاك مختبر "كولد سبرينغ هاربور" إلى إعفائه من منصبه مستشارًا للمختبر، ولكنه عاد بعدها بأعوام قليلة ليكتب رسالة اعتذار عما بدر منه؛ فأُعيدت له ألقابه التكريمية مستشارًا فخريًّا.
وبعد تكراره وجهة نظره العنصرية اضطر مرة أخرى المختبر الرائد في أبحاث السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم إلى تجريده من ألقابه التكريمية، وأصدر المختبر بيانًا، قال فيه إن ملاحظات الدكتور واتسون "مستهجنة وغير مدعومة علميًّا.. وتناقض الاعتذارات التي يتقدم بها".
وجيمس واتسون هو عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو المادة التي تشكل أساس علم الوراثة، وحصل على جائزة نوبل عام 1962 بالمشاركة مع موريس ويلكينس وفرانسيس كريك لاكتشافهما التركيب اللولبي المزدوج لجزيء الحمض النووي عام 1953، الذي اعتُبر أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين.
ويقيم العالم الأمريكي حاليًا في دار خاصة للعناية في فترة نقاهة بعد تعرضه لحادث سيارة، وقيل إن وعيه بما يجري حوله "محدود جدًّا".