في أول رصد أمريكي لجرائم المستوطنين.. "واشنطن بوست": هذا ما حدث لقرية فلسطينية بالضفة في 11 أكتوبر

في أول رصد أمريكي لجرائم المستوطنين.. "واشنطن بوست": هذا ما حدث لقرية فلسطينية بالضفة في 11 أكتوبر

تحت عنوان "مستوطنون قتلوا صبيًّا فلسطينيًّا.. القوات الإسرائيلية لم توقفهم"، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا مطولًا استعرضت فيه ما وصفته بـ"أكثر هجمات المستوطنين دموية في الضفة الغربية منذ بدء الحرب" في غزة قبل نحو ثلاثة أشهر.

مستوطنون: الفلسطينيون "فئران مجاري"

وحسب موقع "الحرة"، يروي تقرير الصحيفة أنه في 9 أكتوبر تَلَقى سكان قرية "قصرة" الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، تهديدات عبر فيسبوك، تصف السكان بـ"فئران المجاري"، وتتوعدهم بأن "يوم الانتقام قادم". وبعد يومين، تقول الصحيفة: "في يوم أربعاء، هاجمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين المسلحين القرية"، وأطلقوا النار على سكانها.

مقتل عبيدة سعيد أبو سرور

تشير الصحيفة إلى أن تقريرها اعتمد على "بيانات جمعتها منظمة إسرائيلية حقوقية تراقب المستوطنات عن كثب"، وتضيف "واشنطن بوست" أن مراجعتها لـ"مواد بصرية حصرية للهجوم، وسجلات طبية، ومقابلات مع ضحايا ومسعفين تكشف أن أحد القتلى، عبيدة سعيد أبو سرور (17 عامًا) أصابه رصاص المستوطنين في ظهره "ربما أثناء جريه للابتعاد عن إطلاق النار"، كما تقول الصحيفة.

القوات الإسرائيلية لم توقفهم

وتقول إن جنودًا وعناصر من الشرطة الإسرائيلية لم يحضروا إلى موقع الحادث؛ حيث قتل الفلسطينيون، إلا بعد أن انتهى الهجوم؛ "رغم أن القوات المتمركزة في مواقع عسكرية قريبة كانت ضمن مجال يتيح سماع أصوات إطلاق النار، وكانت قد شهدت هجمة سابقة نفّذها المستوطنون، كما تؤكد الأدلة البصرية".

وتصف الصحيفة، الصبي الفلسطيني "أبو سرور"، بأنه أكبر أربعة أطفال، وكان يحلم بأن ينخرط في سلك الشرطة بعد تخرجه من المدرسة الثانوية. وإلى جانب الصبي، قتل المستوطنون معاذ رائد عودة (29 عامًا)، وهو مهندس مدني. وقتلوا كذلك في المكان نفسه -وفقًا للصحيفة- مصعب عبدالحليم أبو رضا (20 عامًا) "الذي كان يعمل في الحقول وكان بمقدوره إضحاك جدته".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطلع على الحادثة، تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن الجنود سمعوا صوت إطلاق النار قادمًا من القرية وتركوا موقعهم. وقال إن الجنود أبلغوا عن الحادث ثم رأوا "احتكاكًا" بين المستوطنين والفلسطينيين في المنطقة؛ فـ"طلبوا قوات أخرى، جاءت وفرقت بين المجموعتين".

وتنقل الصحيفة عن السلطات الإسرائيلية قولها إن "الحادث رهن التحقيق".

تفاصيل المجزرة

في اليوم التالي على الهجوم زعم مستوطنون؛ وفقًا لـ"واشنطن بوست"، في رسالة على واتساب، أن رصاصة أطلقها فلسطينيون على مستوطنة إيش كوديش، أطلقت العنان لسلسلة الأحداث الدامية في قرية قصرة الفلسطينية في 11 أكتوبر.

"في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر"، تقول الصحيفة: هاجم المستوطنون قرية القصرة قادمين على "مركبات رباعية الدفع"؛ بحسب ما تنقله عن فؤاد يوسف حسان، وهو "من سكان القصرة ومتطوع في الهلال الأحمر وكان من أوائل المسعفين المستجيبين للهجوم".

وقال حسان لـ"واشنطن بوست": إن "المستوطنين تصادموا عن قصد مع سيارة في القرية وشرعوا في إطلاق النار عليها".

وفَرّ أكثر من عشرة فلسطينيين للاحتماء خلف مبنى كبير من إطلاق النار الذي بدا قادمًا من جهة إيش كوديش نحو قصرة.

ووفقًا لـ"حسان" وتقارير وسائل إعلام محلية، أطلق الملثمون النار من مسدسات وبنادق M16 العسكرية المعروفة. وأصابوا عددًا من سكان القرية قبل أن يغادروا.

وقال "حسان" إن "عناصر من شرطة الحدود والجيش كانوا في المنطقة وحذروا السكان من محاولة إيقاف المستوطنين. وقالوا لهم لا يسمح إلا للشرطة بمواجهة المستوطنين".

ورفض سكان مستوطنة إيش كوديش التعليق على العنف في قرية قصرة في ذلك اليوم، وأحالوا "واشنطن بوست" إلى محام؛ بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن المحامي لم يستجب لطلب تعليق على الحادث.

الخبر

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في 11 أكتوبر، في بيان سقوط "3 شهداء جراء اعتداء المستوطنين على بلدة قصرة" قرب مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، حسب وكالة "فرانس برس"، وقتها.

وقال رئيس بلدية قصرة، هاني عودة، للوكالة: "هاجم المستوطنون البلدة بحماية الجيش وتطورت المواجهات، وأطلق الجيش والمستوطنون النار على الأهالي".

وفي وقت لاحق، أعلنت الوزارة مقتل فلسطيني رابع في قصرة.

وأبلغ الجيش الإسرائيلي وكالة "فرانس برس" بأن "جنودًا عاملين على مشارف بلدة قصرة، أبلغوا عن سماع إطلاق نار في المنطقة"؛ مضيفًا أنه "يبحث في التقارير" عن سقوط قتلى فلسطينيين.

منظمة إسرائيلية وثقت الهجوم

ونشرت منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية غير الحكومية مقطع فيديو قالت إنه يُظهر هجوم المستوطنين في قصرة؛ وفقًا لـ"فرانس برس".

وجاء الهجوم بعد يومين من شن حركة "حماس" الفلسطينية هجوم السابع من أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص؛ وفقًا للسلطات الإسرائيلية.

وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 23 ألفًا جراء الهجوم الإسرائيلي على غزة؛ وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة في القطاع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org