لا حديث لوسائل الإعلام حول العالم في الآونة الأخيرة سوى عما يحدث في المكسيك؛ فالأمور أصبحت خارج السيطرة في ولاية سينالوا الواقعة شمال غرب البلاد على طول خليج كاليفورنيا؛ فأعمال العنف والاضطراب فاقت الحد.. ولكن ما القصة وراء ذلك؟
تعود بداية أحداث القصة إلى يوم أمس الخميس عندما ألقت السلطات المكسيكية القبض على أوفيديو جوزمان لوبيز أحد كبار تجار المخدرات في العالم، وعضو رفيع المستوى في كارتل سينالوا، وهي جماعة إجرامية مقرها في سينالوا، إضافة أنه نجل لسيد المخدرات الشهير خواكين جوزمان، المعروف بـ"إل تشابو"، الذي كان يومًا ما المجرم الأكثر طلبًا في العالم، ويقضي حاليًا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن سوبرماكس شديد الحراسة بولاية كولورادو الأمريكية.
وما إن أُلقي القبض على المجرم البالغ من العمر 32 عامًا حتى اندلعت أعمال العنف في الولاية المكسيكية سينالوا معقل الجماعة الإجرامية الشهيرة؛ ما تسبب في حالة فوضى غير عادية في مدينة كولياكان عاصمة سينالوا.
وشهدت عملية توقيف زعيم تجار المخدرات رفيع المستوى مقتل نحو 10 رجال أمن و19 مسلحًا خلال الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن وأفراد العصابة المسلحة، كما أُصيب نحو 35 رجل أمن آخرين.
ودفعت أعمال القتال الضاري، الذي يشبه سيناريوهات أفلام الحركة الهوليوودية، السلطات إلى إغلاق المطارات والمدارس في كولياكان، فيما بدت الحياة في المدينة شبه متوقفة.
وتناثرت مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، تُظهر عمليات العنف والقتال الدائر بين قوات الأمن والمسلحين، فيما ظهرت في خلفية المقاطع آثار الدمار والأضرار، والسيارات المحترقة في الشوارع.. وانتشرت دوريات الأمن في الشوارع لفرض السيطرة، كما حثت الناس على البقاء في منازلهم لحين عودة الاستقرار والأمان.
وسبق أن عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أوفيديو أو إدانته، فيما أفادت الحكومة المكسيكية بأن المتهم محتجز في الوقت الحالي في سجن اتحادي تحت حراسة مشددة، وغير معروف إن كان سيلقى مصير والده نفسه ويُسلَّم إلى واشنطن من عدمه.