لم يكتفِ رجل أمريكي تجرّد من كل مشاعر الإنسانية، بالاعتداء على طفلة زوجته الصغيرة، بل قام بخطفها لمدة 20 عامًا، سامها خلالها سوء العذاب، وأجبرها على إنجاب 9 أطفال.
وكانت "روزالين" تبلغ (10 سنوات) فقط، وكانت تعيش في مدينة بوتو بولاية أوكلاهوما، عندما بدأ زوج أمها هنري ميشيل بييت في الاعتداء عليها جنسيًّا.
واعتاد "بييت" الذي كان عمره آنذاك 43 عامًا معاملة والدة "روزالين" بقسوة وعنف شديديْن، قبل أن تقرر الأخيرة الانفصال عنه بعد أعوام من القهر والعذاب.
وحش بملابس إنسان
لكن ذلك الوحش الآدمي، لم يكن ليرضى بالأمر، فقرر في 31 يناير من عام 1997 خطف روزالين التي أتمت عامها الثاني عشر، فتَرَصّد لها أمام مدرستها ليضعها في لمح البصر في سيارته ويمضي بها بعيدًا إلى منطقة مجهولة.
وتنقل "سكاي نيوز عربية" عن صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية، أن الشرطة الأمريكية لم تستطع أن تعثر على مكانهما بعدما قدمت الأم المكلومة بلاغًا بفقدان فلذة كبدها، لتبدأ رحلة من الجحيم عانتها "روزالين" على مدى عقدين مع ذلك الكهل، الذي نزع من قلبه أي ذرة للرحمة والشقفة.
وتقول "روزالين" إن خاطفها جال بها الكثير من المدن والبلدات في ولايات عديدة لإخفائها عن الأبصار؛ بل حتى أخذها إلى المكسيك أيضًا.
حفل زفاف مزيف
وتابعت قصتها المأوساية: "أقام لي حفل زفاف مزيف ليقنعني أنها أصبحت زوجته، وأن أمي قررت التخلي عني إلى الأبد، وأنها في نظر القانون فتاة هاربة من عائلتها ولست برهينة مختطفة".
ولم يَعدم "بييت" أي وسيلة لإخفاء تلك الصبية المسكينة عن الأنظار فأطلق عليها العديد من الأسماء المزيفة، وغيّر من شكلها عن طريق صبغ شعرها وجعلها ترتدي نظارات طبية، وأثناء ذلك اعتاد أن يضربها بشكل مستمر؛ مما جعلها تتعرض لإصابات مختلفة من كسور وكدمات.
وعندما بلغت "روزالين" عامها الثالث عشر كانت قد حملت سِفَاحًا؛ غير أن زوج والدتها السابق أجهضها عبر ضربها المبرح؛ ولكنها بعد ذلك أنجبت منه مرغمة 9 أطفال؛ إذ ولدت أولهم في عام 2000، وكانت وقتها في الخامسة عشر من عمرها.
رحلة في الجحيم
وبعد أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها، أجبرها على الذهاب إلى أحد مراكز الشرطة لتزعم أنها كانت هاربة من والدتها وليست مختطفة، ولكي يضمن ألا "تغدر به"، انتظرها في سيارته على بعد خطوات قليلة من المخفر مع أولادها الثلاثة، متوعدًا إياها بأنه سيهرب بهم بعيدًا وأنها لن تراهم مرة أخرى إذا هي أخلفت تعهدها لها؛ فلم يكن له مناص سوى أن تنفذ كلامه؛ بحسب كلام "روزالين".
وبعد التنقل في عدة مدن وبلدات أمريكية، انتهى المطاف بروزالين وأولادها إلى العيش في بيت قذر ومتهالك بالمكسيك.
وبالإضافة إلى الضرب والتعذيب، أُجبرت روزالين وأولادها على التسول لكي يحوزوا لقمة عيش مُرة تسد رمقهم؛ ناهيك عن شراء الخمر للأب المجرم.
وبحلول أوائل عام 2016، كانت روزالين تبلغ من العمر 32 عامًا، وأتمت نحو عقدين من الكابوس الطويل والمخيف مع بييت، وأضحى طفلها البكر مراهقا أتم 17 عامًا؛ بينما كان أصغر أطفالها لم يتجاوز 4 سنوات، وقد حطوا رحالهم في مدينة أواكساكا بالمكسيك.
انتهاء المأساة
وكان ذلك العام بداية الفرج لانتهاء مأساة روزالين؛ فبينما كانت تقف في الطابور في إحدى المتاجر، لاحظ زوجان وضعها الغريب والمأساوي، وأن ثمة فارقًا كبيرًا في العمر، ومع تجاذب أطرف الأحاديث زادت هواجس ذلك الرجل وزوجته بشأن وجود أمر مريب.
وعندما لاحظ الخاطف ذلك حاول التملص سريعًا والخروج من المتجر مع رهينته؛ لكن الزوجين استطاعا معرفة سكنهما ليعرض عليها لاحقًا المساعدة.
وبالفعل استجمعت روزالين شجاعتها وقررت إنهاء التراجيديا المؤلمة التي عانتها طويلًا، لتذهب وتخبر الشرطة بما حدث لها؛ فيما توارى "بييت" عن الأنظار خوفًا من اعتقاله.
وبمساعدة من السفارة الأمريكية حصلت "روزالين" وأطفالها الثمانية على ملجأ مؤقت، بينما كان ابنها البكر قد سبقها في الهروب من الجحيم في وقت سابق.
ولاحقًا استغرق الأمر مدة عام قبل اعتقال ذلك المجرم، الذي حاول دون جدوى التملص من جرائمه مدعيًا أن "زوجته" روزالين امرأة كاذبة وتفتعل الروايات المزعومة بشأن خطفها وتعذيبها.
السجن مدى الحياة
وفي فبراير 2020 قضت إحدى المحاكم بالسجن المؤبد مدى الحياة لبييت، بعد إدانته بتهمة الخطف، كما حُكم عليه بالسجن 30 عامًا لاقترافه جرائم جنسية؛ مما يعني أن الرجل البالغ من العمر 63 عامًا سيموت غالبًا في زنزانته وراء القضبان.
وعبّرت "روزالين" عن سعادتها بالحكم، وتأمل أن تَمضي قُدُمًا في حياتها؛ رغم إدراكها أنه من الصعب نسيان 20 عامًا قضتهم في رعب لا مثيل له.