سمعنا وقرأنا الكثير من المقارنات بين الأسود والنمور والفهود، لكن نادراً ما شاهدنا موقفاً يكشف لحظة مواجهة حقيقية بين هذه الوحوش الضارية، كما حدث في حديقة إيتوشا الوطنية في ناميبيا.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، التقط مرشد رحلات السفاري الفرنسي فالنتياين لافيس (24 عاماً)، فيديو لحظة مواجهة الصدمة والرعب بين فهد ولبؤة عند نبع ماء، بثته صفحة "كروجر سايتنجز" لأخبار الحياة البرية على موقع "يوتيوب".
ويكشف الفيديو مدى غرابة اللقاء، إذ نشاهد اللبؤة وهي جالسة على ربوة تطل على بركة الماء، بينما يقترب الفهد من الجهة الأخرى دون أن يلاحظ وجود اللبؤة، بدا الفهد مطمئناً وهو يلعق شفتيه ويستعد لشرب الماء، لكن في لحظة واحدة لمحت عيناه اللبؤة، فضربه الخوف الشامل والصدمة المروعة، تراجع جسده وأذناه إلى الخلف، وهبط قليلاً على ساقيه الخلفيتين، واستدار ثم ارتفع قافزاً وجارياً في آن واحد، كأنه لم يتعلم غير القفز والجري في مواجهة تلك اللحظة.
انطلق الفهد ومن خلفه اللبؤة، السرعة ثم السرعة هي سلاحه للنجاة، ورغم أن اللبؤة حاولت اللحاق به، لكنها أدركت أنها لا تمتلك سرعة الفهد، ولا قدرته على المناورة، فقررت التخلي عن المطاردة، لينتهي المشهد بالفهد، وقد تسلق شجرة من أجل الاختباء والاحتماء، وقد بدا في اللحظة الأخيرة جاحظ العينين خائفاً يترقب وينشد النجاة.
ويعلق الفرنسي "لافيس" على المشهد قائلاً: "لقد حظيت بمشاهدة هذه اللحظة النادرة في الطبيعة مع مجموعة من السياح، كنا جميعاً متوترين نرقب النهاية التي جاءت سريعة، لكننا أدركنا أننا قلة من الناس على وجه الأرض عاشوا الواقعة كما حدثت".
ويضيف "لافيس" إنهم تتبعوا مسار الفهد ووجدوه "مرعوباً تماماً" في الأدغال الشائكة.