في واقعة أثارت قلقاً واسعاً جنوبي العراق أقدم باعة متجولون في مدينة البصرة، أمس الأربعاء، على سرقة حاوية في داخلها أكثر من 100 قنبلة عنقودية مُعدة للتفجير بهدف إتلافها ظناً منهم أنها خالية.
وينشط الباعة المتجولون في مختلف المحافظات العراقية، حيث يعلمون في تلك المهن، منذ سنوات، ويقتاتون منها عبر بيع الحديد إلى مخازن الخردة.
وحسب موقع "الفرات نيوز"، قال قائم مقام قضاء الزبير عباس ماهر، في تصريح صحفي، إن "الجهات المعنية بين وقت وآخر تقوم بتجميع المخلفات الحربية لغرض تهيئتها وتفجيرها فيما بعد، وأثناء ذلك كانت هناك نحو 10 حاويات فارغة، باستثناء واحدة منها كانت تحتوي على أكثر من 100 قنبلة عنقودية".
وأضاف أن "بعض الباعة المتجولين قاموا بسرقة الحاوية التي في داخلها القنابل العنقودية التي كان من المقرر أن يتم تفجيرها في صحراء الرميلة الجنوبية"، لافتاً إلى "أن الباعة ظنوا أن تلك الحاويات خالية، حيث نقلوها إلى جهة غير معلومة".
وأكد أن "هؤلاء الباعة يجوبون المعامل والصحاري للحصول على الحديد وبيعه، دون أن يدركوا خطورة هذا الأمر".
بدوره، ذكر مصدر أمني أن "الشرطة المحلية في المحافظة تلقت نداءً بضرورة الاستنفار خلال الساعات المقبلة؛ تحسباً من حدوث كارثة ووضع تلك القنابل في وضع غير آمن ما سيتسبب بكارثة إنسانية".
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه: أن "المدن المحيطة بموقع الحادثة، شهدت انتشاراً مكثفاً، وتفتيشاً دقيقاً للسيارات والعجلات، بحثاً عن الباعة المتجولين، فضلاً عن إطلاق نداءات عبر وسائل الإعلام المحلية، والقنوات التواصلية، سعياً للوصول إليهم".
ولم يصدر أي تعليق من القوات الأمنية حول الحادثة حتى الآن وسط مخاوف أبداها مواطنون في المدينة من حدوث كارثة عبر تفجير تلك القنابل بجهل من الباعة أو عدم معرفتهم بالطريقة الآمنة للوصول إلى الجهات الرسمية، أو خوفهم من اتهامهم وملاحقتهم قضائياً.
وحسب موسوعة "ويكيبيديا"، فالقنابل العنقودية هي قذائف تسقط من الجو على الأرض؛ بهدف قتل جنود العدو، وما أن تسقط القذيفة حتى تأخذ بالدوران بسبب زعانف الذيل، حتى تنفجر الحاوية الأم، وبعد انفجارها تنطلق منها أكثر من 200 قنبلة صغيرة فوق منطقة الهدف مسببة دمار وتلف الآليات والمعدات والأشخاص الموجودين هناك.