من الخيم المُدبّبة بين الرّمال إلى مشاهد الإبل وسط الصحراء المُشمسة، تستحضر فنانة بولندية مشاهد الثقافة البدوية، ولكن بلمسة من الخيال يلتقي فيها الفن والتكنولوجيا والتراث العربي.
وحسب موقع "سي إن إن" بالعربية، فهذه الأعمال من بنات أفكار الفنانة البولندية الأصل، ألكسندرا أولسيوسكا، والتي تنقلت بين دول مجلس التعاون الخليجي لأعوام عديدة.
وتشارك "أولسيوسكا"، المقيمة في دبي حاليًا، أعمالها الزاهية عبر المنصة الإلكترونية "Future Bedouin"، أو "بدو المستقبل".
وفي مقابلة مع موقع "سي إن إن" بالعربية، قالت أولسيوسكا: "بدأت المنصة في البداية كمشروعٍ فني يستكشف التقاء الفن، والتكنولوجيا، والتراث العربي، وكان هدفي تحدّي الحدود التقليدية، وخلق مساحة يمكن أن يزدهر فيها الفن التجريبي، ومتعدّد التخصصات".
وأكّدت الفنانة: "أثّر الوقت الذي أمضيته في الانغماس بالثقافة والتراث العربي الغني بشكل عميق على أعمالي".
وزوّدت الألوان النابضة بالحياة، والأنماط المعقدة، والتاريخ العميق للفن والعمارة العربية أولسيوسكا بـ"بئر عميق من الإلهام"، بحسب تعبيرها.
وتَجسّد ذلك في أعمالها الفنية، سواءً كان ذلك عبر الهياكل المعمارية، والمشاهد الطبيعية، والأزياء.
ومن خلال أعمالها المبتكرة، يمكن رؤية هياكل مستوحاة من العمارة الإسلامية التي تبدو وكأنها مصنوعة من مادة مطاطية قابلة للنفخ، وأفراد يرتدون ملابس تقليدية، ويتجولون بين هياكل مغطاة بأقمشة ملونة ومنسدلة.
وتُنتج "أولسيوسكا" هذه الأعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومزيج من التصميم الجرافيكي، والنمذجة ثلاثية الأبعاد.
ورُغم تنوع المشاهد التي ابتكرتها، تعتبر الفنانة أنّ استكشاف الحالة الإنسانية هو القاسم المشترك بين أعمالها الفنية، إذ أوضحت: "أنا أتعمق في المواضيع المتمحورة حول الهوية، والذاكرة، والعواطف، والتفاعل بين الفرد والمجتمع".
وتشارك الفنانة أعمالها مع متابعيها عبر "إنستغرام"، ويتجاوز عددهم 17 ألف شخص.
وأثارت أعمالها مشاعر الدهشة والذهول بين متابعيها، وقال أحدهم في قسم التعليقات: "هكذا تبدو الأحلام"، بينما أضاف آخر: "يبدو كموقعٍ من فيلمٍ خيالي".
وكانت أسئلة مثل "أين هذا المكان"؟، و"هل يمكن زيارته؟" من التعليقات الشائعة التي تركها مستخدمو "إنستغرام" أسفل صورها أيضًا، ما يُشير إلى فضولهم تجاه هذه المشاهد.
وأكّدت "أولسيوسكا" أنّ هذه المشاهد الحالمة بمثابة جزء من أعمالها الفنية.