انقشع غبار العدوان الإسرائيلي الغاشم على جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة؛ وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال عقب عملية عسكرية، استمرت يومين، لكنه ترك المدينة الفلسطينية مثخنة بالجراح، تئن من شدة آلامها بعد أن سقط عددٌ من أبنائها شهداء، ودُمرت بنيتها التحتية.
ليلتان عصيبتان عايشهما أبناء جنين ما بين كر وفر، وقصف متواصل، وطائرات تحلق فوق الرؤوس، ومدافع ورصاصات، واقتحام للمنازل ودهمها، وتهجير أهلها، وضحايا وصل عددهم إلى نحو 12 شهيدًا، من بينهم 5 أطفال، و140 جريحًا ومصابًا.
وخلفت تلك العملية الشنعاء ما خلفت من خراب.. فآثار الدمار والركام ظاهرة للعيان، خلفتها آلات الاحتلال الثقيلة، وانهارت البنية التحتية بالكامل بعد قطع خطوط المياه، والكهرباء، والهواتف، إضافة إلى الشوارع التي دمرتها حركة الآليات العسكرية.
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالتا "رويترز" و"وفا" الحالة السيئة للشوارع التي جرفتها الآليات العسكرية، والبنايات المهدمة التي تحولت إلى ركام وأنقاض تحت وطأة القصف المستمر، والسيارات والمحال المحترقة. فيما ظهرت على طول الطريق الرئيسي إلى المخيم الجرافات التي تحاول إزالة آثار العدوان، وركام الهدم وأنقاضه؛ لتهيئة الطريق لحركة المرور من جديد.
وأعادت مشاهد الدمار إلى الذاكرة الخراب والدمار الذي تسببت فيه إسرائيل في اجتياحها مخيم جنين والضفة الغربية المحتلة في عام 2002.
وبررت إسرائيل العملية الوحشية بـ"القضاء على الإرهاب"؛ إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جنين تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلى "ملجأ للإرهابيين"، وإن الجيش "يضع اليوم حدًّا نهائيًّا لذلك"، على حد وصفه.
وأضاف بأن الجنود الإسرائيليين "ينفذون هدفًا مشروعًا ضد من يريدون إبادة بلدنا"، معبرًا عن امتنانه للدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل، على حد تعبيره.
يُذكر أن مخيم جنين أُقيم عام 1953 إلى الغرب من مدينة جنين، وتبلغ مساحته نحو نصف كيلومتر مربع، بينما يتجاوز عدد سكانه 14 ألف نسمة، والغرض من إنشائه هو إيواء الفلسطينيين الذين نزحوا في أعقاب الحرب التي اندلعت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.