الصوم لا تنقضي فوائده بالنسبة للإنسان، وتلك حقيقة كشف العلم من مكنوناتها الكثير حتى الآن، ولا يزال سيكشف في قادم الأيام أكثر منها، ومما كشفه العلم من فوائد الصوم في مجال تجدد الأنسجة والنمو؛ أن الجروح تكون أكثر التئامًا وشفاء أثناء الصوم منها في غير أوقاته، وحول تفسير ذلك؛ أوضح الدكتور شيلتون في كتابه "التداوي بالصوم"، أن تنقية الصوم لدم الإنسان من السموم تعمل على تجديد الأنسجة والتحامها، وتتعزز هذه الفاعلية بخاصية الصوم على تجديد الخلايا والتخلص من التالف منها، وتشمل فاعلية الصوم في هذه الناحية الكسور الطارئة، التي يتعرض لها الإنسان، فيعمل على سرعة التئامها.
وأورد "شيلتون" إثباتات لمجموعة من الباحثين خلُصت إلى أن الصوم، يؤثر بالإيجاب على نمو الإنسان، وأنه لا يوقف نمو الدماغ أو العظام؛ غير أنه يبطئ من نمو شعر الجسم مقابل توفير الغذاء لبقية الأعضاء الأكثر أهمية، دون أن يؤثر الإبطاء على نمو الشعر بعد انقضاء رمضان.
وتَوَصل الباحثون إلى أن الصوم إذا أُحسِن الاستفادة منه يؤدي إلى تنشيط النمو، وذكروا أن الجسم الذي لا يحصل على القدر الكافي من الغذاء تتوقف عمليات نموه أو تتباطأ في أفضل الأحوال، وأن الجسم الذي يحصل على الغذاء الكافي -لا سيما بعد فترة من الحرمان- تنشط وتقوى عمليات نموه، وتلك الحالة تنطبق تمامًا على الصوم، وأوضحوا أن حرمان الجسم من الطعام أثناء الصوم يؤخر عمليات النمو لفترة محدودة؛ لكن عند انتهاء الصوم تنشط طاقات النمو بشكل ملحوظ.
ولا تقتصر فاعلية الصوم في تنشيط النمو على شهر رمضان فحسب؛ فالإنسان يحصل على الفائدة ذاتها بمستويات مختلفة مع الصوم المتقطع أيضًا ليوم أو يومين في الأسبوع؛ إذ أفادت دراسات بأن الصوم المنتظم المتقطع يحفز إفراز هرمون النمو، الذي يعمل على توازن العمليات الحيوية في الخلية، ويكافح الشيخوخة، ويساعد في نمو العضلات، وزيادة مستوى الهرمون في الجسم من خلال الصوم يساعد على حرق الدهون.