كينيا.. رجم ضابط بالحجارة حتى الموت بسبب إنقاذه فتيات تعرضن للختان

كينيا.. رجم ضابط بالحجارة حتى الموت بسبب إنقاذه فتيات تعرضن للختان

أدان نشطاء في مجال حقوق الإنسان، الاعتداء على ضابط شرطة ورجمه حتى الموت في كينيا، على يد مجموعة من الشبان الغاضبين الذين يُصِرون مع أهاليهم على إجراء عمليات الختان للفتيات في بلادهم؛ بحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

حادث مروع

وكانت الشرطة في مقاطعة إلغيو ماراكويت، قد نقلت مجموعة من الفتيات اللاتي أجبرن على الخضوع لعمليات ختان، إلى مستشفى، عندما اقتحم حشد من الشباب مركزًا للشرطة ورجموا العريف، موشوت بوما، حتى الموت.

وحسب موقع "الحرة"، أوضحت وكالة الأنباء الرسمية، أن شبانًا غاضبين داهموا مركز الشرطة؛ "في محاولة لأخذ الفتيات اللواتي جرى إنقاذهن بعد أن تم تشويه أعضائهن التناسلية؛ حيث تغلبوا على الضابط الذي كان في الخدمة، ورجموه حتى الموت، قبل أن يحرقوا جثته".

وفي الوقت الحالي، تتعافى 6 فتيات بمستشفى محلي؛ وفقًا لقائد شرطة المقاطعة، بيتر مولينغ.

ختان الإناث غير قانوني في كينيا

ويُعَد ختان الإناث أمرًا غير قانوني في كينيا؛ لكنه لا يزال يمارَس في العديد من مناطق البلاد.

وقال توني مويبيا، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "رجال ضد الختان"، للتوعية بمخاطر الختان: "من المثير للصدمة والإحباط أنه وفي القرن الحادي والعشرين، يجري قتل ضابط شرطة لمساعدته فتيات تعرضن لعمل غير إنساني".

اعتقادات سائدة في المجتمع

وأوضح مويبيا أن ثمة اعتقادات ذكورية سائدة في المجتمع، تزعم أن "ختان الفتاة يجعلها أكثر نضجًا وعفة"؛ لافتًا إلى أن الكثير من الشبان يرفضون الاقتران بنساء غير مختونات.

وأردف: "بناء على ذلك؛ فإن الكثيرين مستعدون لقتل أي شخص، حتى وإن كان من الشرطة، في حال حاولوا منع تلك الممارسات".

وتعرض "مويبيا" لهجوم من قِبَل مجموعة من الرجال في ديسمبر 2016، بعد الاشتباه في قيامه هو وزميل له بتصوير موكب في الشارع لفتيات يخضعن لعملية الختان.

وقال مسؤول محلي، طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، إن الهجوم على ضباط إنفاذ القانون "سيشجع أولئك الذين يقومون بالختان؛ لأنهم سيرون الحكومة ضعيفة وغير قادرة على حماية مواطنيها".

مطلوب حملات توعية

وأضاف: "قتل ضابط شرطة باسم ختان الإناث يقلقني.. نحن نعلم أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية غير قانوني في كينيا؛ لكن إنفاذ القانون دون توعية عامة كافية؛ لن يحقق نجاحًا يذكر".

وتابع: "من الضروري أن تكون هناك حملات توعية بين السكان، إذا أردنا وقف موجة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية".

وفي نفس السياق، شدد "موبيا" على أن الحرب ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لن يتم كسبها "في حال لم يجر تغيير الاستراتيجيات المتبعة".

ووفقًا لصحيفة "الأمة" المحلية؛ فقد أنقذت الشرطة مؤخرًا حوالى 70 فتاة، من عمليات الختان.

وأفادت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، فيولا تشيرونو: "يتم ختان فتيات كل يوم في المقاطعة.. الناس هنا متوحشون للغاية، وإذا كنت ناشطًا أو من الشرطة، فسوف يستهدفونك".

من جانبها، قالت الرئيسة التنفيذية لمجلس مكافحة ختان الإناث في كينيا، برناديت لولوجو: إن جريمة قتل الشرطي كانت "حادثة منعزلة.. ورغم وحشيتها لا ينبغي استخدامها لقياس مدى نجاعة مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية لدى الإناث".

وتابعت: "انخفضت حالات الختان في المجتمعات التي كانت تؤيد بشدة تلك العملية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الفتيات قد عبّرن عن رفضهن".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org