مَشاهد مفزعة في رفح.. نازحون نصبوا خيامهم بجوار القبور وآخرون ناموا في أقفاص الدجاج

وسط تهديدات إسرائيلية بالاجتياح وترقُّب أممي وتحذير دولي
خيام النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة
خيام النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

بجانب سور المقابر نصبوا خيامهم بجوار الأموات، وبعيدًا عن رحى الحرب الدائرة، والقتال العنيف، فيما اختار آخرون أن يأووا إلى مزرعة دجاج؛ ليناموا فيها، ويستخدموا أقفاصها أسرَّة.

هذه المشاهد المفزعة يمكنك مشاهدتها في رفح جنوب قطاع غزة، حيث لجأ النازحون المدنيون إلى آخر مكان آمن في القطاع، إلا أنهم يواجهون خطر الموت فيه بعد إعلان جيش الاحتلال استعداده لمهاجمة المنطقة.

ويتكدس نحو مليون ونصف المليون نازح في رفح التي تقع على الحدود المصرية، من أصل نحو مليونين هم إجمالي سكان غزة. ويخشى مئات الآلاف من هؤلاء النازحين من خطر الموت الذي يهددهم في حال قررت إسرائيل مهاجمة المنطقة للقضاء على حماس، بحسب تعبير المسؤولين الإسرائيليين.

وتضاعف عدد سكان رفح نحو 5 مرات منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي الجوي والبري والبحري، مع فرار الناس من القصف، وبموجب أوامر الإخلاء؛ إذ تظهر صور عبر الأقمار الصناعية حجم الكثافة السكانية واختلاف الأعداد والمخيمات قبل وبعد الهجوم الإسرائيلي في أعقاب أحداث 7 أكتوبر.

ظروف مزرية مأساوية

ويحيق الموت والبرد والمرض والجوع بسكان المنطقة الحدودية، حيث يعيش هؤلاء النازحون في ظروف معيشية مزرية، في ظل انعدام مقومات ومظاهر الحياة، وتكدسهم داخل الخيام، وانعدام الطعام والماء النظيف.

ويوثق عدد من المشاهد واللقطات المأساوية نازحين لم يجدوا مأوى لهم سوى المكوث بجوار الأموات، ونصب خيامهم على بعد خطوات من المقابر.

كما نشاهد لقطات أخرى لعائلات نازحة، استقرت في مزارع للدواجن، واستخدموا أقفاص الدجاج أسرّة للنوم بدلاً من التحاف العراء، والتعرض للفحات البرد، والأمطار، فيما يقيم آخرون في حديقة للحيوانات، بجوار أقفاص الحيوانات.

ترقُّب للهجوم وتحذيرات دولية

وتستعد دولة الاحتلال هذه الأيام لمهاجمة رفح. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بـ"تحضير عملية في رفح، وكذلك في مخيمين (للنازحين)، آخر المعاقل المتبقية لحماس"، مشددًا على أن "الرضوخ" لمطالب الحركة سيؤدي "إلى مجزرة أخرى وإلى كارثة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، لن يقبل بها أي من مواطنيها"، على حد تعبيره.

فيما حذرت الأمم المتحدة من وضع كارثي في المدينة التي تقع جنوب قطاع غزة في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح المدينة عسكريًّا.

وقال عمار عمار، المتحدث الإقليمي ليونيسيف، إن أية عملية عسكرية في رفح الفلسطينية بكثافتها السكانية العالية وظروفها الحالية ستزيد المأساة الإنسانية بغزة، مطالبًا بضرورة عدم إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى مناطق لا يتوافر فيها الطعام أو الخدمات الأساسية.

وأكد المتحدث الإقليمي ليونيسيف أن الاحتياجات الإنسانية ضرورية للفلسطينيين في رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدًا خروج أغلب المستشفيات في القطاع عن الخدمة.

كما طالب بحماية الفلسطينيين في رفح جنوبي غزة، وتقديم مزيد من المساعدات لهم، لافتًا إلى أن عشرات الآلاف داخل القطاع يعيشون في خيام بدائية دون توافر الخدمات الأساسية.

وقبل أيام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الحالة في غزة تشكل "جرحًا نازفًا في ضميرنا الجماعي، يهدد المنطقة برمتها"، معربًا عن الانزعاج بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم التركيز في المرحلة التالية على رفح التي فرَّ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين في بحث يائس عن الأمان.

وحذر الأمين العام من أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يفاقم الكابوس الإنساني بشكل كبير مع عواقب إقليمية كبيرة.

كما حذرت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي عبر وزارة الخارجية من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة.

وجددت السعودية مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأن هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا ًلمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة، يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org