يومًا بعد يوم، تتكشف حقيقة الأطراف الذين استغلوا الصحفي جمال خاشقجي حيًا وميتًا، واتخذوا من إبداء التعاطف مع فجيعته الإنسانية، معبرًا لتمرير مآربهم ومصالحهم الشخصية والسياسية، وآخر هؤلاء خديجة جنكيز، التي يحلو لها التستر وراء هوية زائفة لشخصيتها بتسمية نفسها "خطيبة خاشقجي".
وبدلاً من أن توفر الأجواء للمسار القضائي، الذي أعطته المملكة للقضية لمعاقبة المتورطين في الجريمة، تصر خديجة جنكيز على الاستمرار في استثارة المشاعر حول جانبها المأساوي، للاحتفاظ بوجودها ضمن دائرة الاهتمام بالقضية، وعلى الرغم من أن هذا الإصرار أثار الكثير من التساؤلات حول دوافعه وأهدافه، إلا أن أحدًا لم يتوقع أن يكون الهدف منه الكسب المادي، لكن ذلك تحديدًا هو ما يصعب استبعاده حاليًا، بعد الفعل الذي أقدمت عليه "جنكيز" أخيرًا، وعبّرت عنه اليوم في "تويتر".
فعبر حسابها على "تويتر"، استغلت خديجة جنكيز "خاشقجي" في الترويج لكتاب ألفته عنه، وبلغة تسويقية مباشرة قالت: "كتابي نزل في الأسواق اليوم... تجدون نسخته التركية حاليًا، وبعد أسبوعين نسخته الإنجليزية"، لكنها – للملاحظة - لم تتخل عن قناعها الإنساني الزائف، وهي تطلق مشروعها الاقتصادي فأضافت: "رحمة الله عليك يا عزيزي جمال خاشقجي"، قبل أن تزود عملاءها المستهدفين بمعلومة تسويقية تضاعف مكاسبها قائلة لهم: "بإمكانكم الشراء عبر النت".
ألا تُدرك خديجة جنكيز، أن تحويل قضية جمال خاشقجي إلى عملية تجارية للتربح من ورائها، يعد بمثابة اغتيال معنوي له، وعدم احترام لذكراه؟ من المؤكد أنها تُدرك ذلك، لكن حرصها على جمع المال، وتحقيق الشهرة طغى على أي اعتبارات أخرى لديها. ما ستفاجأ به "جنكيز" خلال الأيام المقبلة، أن اغتيالها المعنوي لـ"خاشقجي" – وهو بكل المعايير جريمة نكراء - سيفقدها أي مصداقية لاستثمار مأساته مرة أخرى، وسيفسد عليها بقية مشروعاتها.