بالصور.. تعرف على الحيوان صاحب أقوى فك مفترس في العالم

بالصور.. تعرف على الحيوان صاحب أقوى فك مفترس في العالم
تم النشر في

رغم أن لدى الكثير من الحيوانات أفواهاً كبيرة الحجم تعج بأسنان حادة؛ فإن واحداً منها فقط كان قادراً على العض بقوة تفوق باقي أترابه من المخلوقات، فهل حوت العنبر أم دولفين الأركة؟ وربما القرش الأبيض أو تمساح المياه المالحة؟

وفي تقرير مصور، استعرض موقع هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" مجموعة من الحيوانات يعتقد العلماء أن بينها صاحب أقوى فك مفترس.

وللتعرف على الحيوان صاحب العضة الأكثر إيلاماً، يتعين علينا البحث بين الحيوانات، سواء التي تعيش على البر أو في الماء، وأول ما يتعين علينا فهمه يتمثل في أن وجود الأسنان لدى الحيوان لا يعني بالضرورة أنه قادرٌ على العض.

 

الحوت الأزرق عديم الأسنان

 

ربما يكون الحوت الأزرق، أكبر حيوان حي موجود حالياً على كوكبنا، إلا أن عضته ليست الأقوى، وذلك لسببٍ بسيط وهو أنه عديم الأسنان من الأصل، ولديه بدلاً منها ما يُعرف بالصفائح البالينية، وهي عبارة عن صفائح تعلوها مادة عظمية أشبه بتلك المُكوِنة للأظافر، وتأخذ شكل شعيرات.

وكلما جرع الحوت كميات هائلة من مياه المحيط، تعمل هذه الصفائح ذات الشعيرات المُهدّبة الشبيهة بالشبكة، على احتجاز المواد التي يتغذى عليها، والسماح للمياه بالنفاذ للخارج مرة أخرى.

 

حوت العنبر

وقد يبدو حظ حوت العنبر أفضل في هذا المضمار، بوصفه أضخم مخلوق مفترس ذي أسنان على الأرض. لكن ذلك لن يجعله أيضاً صاحب العضة الأقوى، فأسنانه موجودة في فكه السفلي فحسب، ويميل لابتلاع غذائه من الحبابير بالكامل، دون محاولة مضغها.

ويعني وجود هذه الحالات الغريبة من نوعها، أن مهمة العثور على الحيوان صاحب العضة الأقوى ليست باليسيرة.

 

 الحوت القاتل

ويرى أوليفييه لومبير الباحث بالمعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، أن المرشح الأبرز لنيل هذا اللقب ليس حوتاً، وإنما كائنٌ يتغذى على الحيتان، ألا وهو نوعٌ من الدلافين يُطلق عليه اسم "الحوت القاتل" ويُعرف كذلك باسم "الأُركة".

ويقول لومبير إن "الحوت القاتل"، الذي يمكن أن يصل طوله إلى 31 قدماً (9.5 أمتار)، هو أضخم حيوان حي "يستخدم أسنانه لاصطياد فرائسه وتمزيقها إرباً".

ولدى كلٍ من هذه الدلافين 50 سِنة مخروطية الشكل، تستخدمها لتمزيق فرائسها، بدءاً من الفقمات وصولاً إلى صغار "الحوت الرمادي".

رغم ذلك، فغالباً ما تتعاون مجموعة من دلافين "الأُركة" لصيد فريسة كبيرة واحدة، ويعني ذلك، أن الأمر قد لا يعدو هنا وجود أفواهٍ عديدة لا يتحمل كلٌ منها سوى جانبٍ بسيط من العمل، أو العض، أي أن عضة الدولفين الواحد منها، قد لا تكون قوية بشكل استثنائي، إذا ما قيست منفردة.

 

القرش الأبيض الكبير

وهكذا يجدر بنا - إذا كنا بصدد البحث عن حيوانٍ يتولى عملية الافتراس منفرداً – أن نلقي نظرةً على أكبر الأسماك المفترسة في العالم حالياً، ألا وهو القرش الأبيض الكبير، الشهير بأسنانه الثلاثمائة؛ الشبيهة حواف كل منها بالشفرة، والتي يجري إحلالها وتبديلها باستمرار.

وبكل تأكيد لدى الحيوانات المنتمية لهذا النوع، واحدة من أكثر العضات مرهوبة الجانب على وجه الأرض.

ولكن مما يشكك في ذلك، كون فك هذا النوع من أسماك القرش، مكوناً من غضاريف مرنة لا عظام صلبة، وهو ما حدا ببعض الباحثين إلى السعي لقياس قوة عضة "القرش الأبيض الكبير".

وفي هذا الإطار، أجرى الباحث ستيفِن رو من جامعة نيو إنغلاند الأسترالية ومجموعة من زملائه، تجربةً في عام 2008 استخدموا فيها تطبيقات محاكاة حاسوبية، لقياس القوة التي يمكن أن تكون عليها عضة إحدى الأسماك المنتمية لنوع "القرش الأبيض الكبير".

وأظهرت التجربة أن القوة القصوى المتوقعة لعضات الأسماك الأكبر حجماً المنتمية لهذا النوع، قد تصل إلى 18216 نيوتن (وحدة قياس القوة)، وهو ما يفوق بكثير أقوى عضة يمكن أن تصدر عن الإنسان، إذ إن أقصى ما يمكننا الوصول إليه في هذا الصدد باستخدام ما يُعرف بـ"الضرسين الضاحكين" لا يتجاوز 1317 نيوتن.

 

تمساح المياه المالحة

ولكن لا شيء يضاهي قياس قوة العضة وهي تضغط على لحم الفريسة بشكل فعلي. ولذا، أجرى بضعة باحثين جسورين تجارب على حيوانات حية.

وتعود العضة الأقوى التي سُجلت من خلال هذه التجارب؛ لـ"تمساح المياه المالحة"، وذلك وفقاً لدراسة جرت عام 2012، على يد الباحث جريجوري إريكسون وزملائه بجامعة ولاية فلوريدا في مدينة تالاهاسي الأمريكية.

وحينها، عكف فريق البحث على مقارنة عضات تماسيح مختلف الأنواع الـ 23 المندرجة في إطار رتبة التمساحيات، وذلك عبر إغراء هذه الزواحف بِعضِ شطيرة معدنية مُثبتة على عصا طويلة.

وسجلت "أداة قياس قوة العضة" هذه، حجم الضغط الذي تعرضت له الصفيحتان المعدنيتان المؤلفتان للشطيرة، من قبل الفك العلوي والسفلي للتماسيح المشمولة بالدراسة.

 

الضبع المرقط

وأظهرت هذه الدراسات أن قوة عضة التماسيح الأضخم حجماً، المنتمية لنوع "تماسيح المياه المالحة"، يمكن أن تبلغ مستوى ساحقاً يناهز 16414 نيوتن، وهو ما يزيد بواقع ثلاث مرات ونصف المرة، عن قوة عضة حامل اللقب السابق في هذا المضمار، وهو الضبع المرقط.

ورغم أن قوة عضة تمساح المياه المالحة أضعف قليلاً من نظيرتها لدى "القرش الأبيض الكبير"، فإن الفارق يتمثل في أن الأولى سُجلت بناءً على قياسٍ حقيقي، بينما تم التنبؤ بقوة الأخرى اعتماداً على تطبيقات حاسوبية.

وبحسب لورا بورو الباحثة بالكلية الملكية للطب البيطري في العاصمة البريطانية لندن؛ فإن قوة عضة هذا التمساح لا تعود لطول فكه أو حدة أسنانه وقوتها، وإنما لعضته الشرسة العاتية.

وتضيف بورو بالقول: "نعتقد أن القوة الكبيرة لهذه العضة، تعود بشكل عام إلى العضلات الهائلة المسؤولة عن إغلاق الفك، خاصة العضلة المعروفة باسم العضلة الجناحية، وهي لُغديّن كبيريّن ممتلئين لحماً، معلقيّن قرب الجانبين الخلفيين من الفم".

 

أسماك البيرانا

وعلى الجانب الآخر من مقياس العضات القوية، يمكن أن نجد تلك الأسماك شديدة الصغر، التي تعيش في أمريكا الجنوبية، وتُعرف باسم "البيرانا"، إذ إن هذه الكائنات البحرية معروفةٌ بنهش أجزاء كبيرة من أجساد فرائسها.

رغم ذلك، فعندما قيست قوة عضة سمكة البيرانا السوداء في إطار دراسة جرت عام 2012، تبين أنها لا تتجاوز 320 نيوتن، وهو مستوى متدنٍ مقارنة بنظيره لدى سمكة "القرش الأبيض الكبير"، حتى إذا وضعنا في الحسبان عامل فارق الحجم بين السمكتين.

 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org