شاهد نهاية رحلة الحب والموت.. ماتت حارسة السجن وسقط المجرم الخطير
بعد مطاردة استمرت 11 يومًا، انتهت بشكل مأساوي عملية هروب رومانسية تابعها الأمريكيون باهتمام كبير؛ بسبب ما يُعتقد أنها علاقة حب، وجاءت النهاية حين أطلقت حارسة سجن النار على رأسها من مسدسها، بينما سقط حبيبها المجرم الخطير بين يدي الشرطة.
وحسب موقع "الحرة"، فقد أعلنت الشرطة الأمريكية، أمس الاثنين، إلقاء القبض في ولاية إنديانا على "مجرم خطير للغاية" فر من السجن يوم 29 أبريل بفضل مساعدة من حارسة في سجنه التي أوقفت بدورها.
وقال الشريف، ريك سينغلتون، للصحفيين إن "المجرم كايسي وايت، 38 عامًا، موجود مجددًا بحالة احتجاز".
وأضاف أن الحارسة في السجن، الضابط فيكي وايت، (57 عامًا)، التي تشتبه السلطات بأنها ساعدت السجين على الفرار وتوارت عن الأنظار أوقفت بدورها، لكنها أصيبت بجروح خلال عملية توقيفها.
مطاردة ساخنة وقصيرة
وقد تم القبض على السجين الفار والضابطة بعد مطاردة ساخنة، فبعد ظهر أمس الاثنين، تم العثور على كيسي وفيكي وايت في فندق صغير بمدينة إيفانسفيل جنوبي ولاية إنديانا، وعلى الفور توجهت حملة ضخمة من سيارات الشرطة، حيث بدأت مطاردة قصيرة، لم تستمر إلا لبضع دقائق حسب ما ذكر شريف مقاطعة فاندربيرغ.
وانتهت مطاردة المركبات المتعددة عندما نشرت الشرطة "حزام مسامير" على الطريق، فانحرفت السيارة التي كانت تقودها الضابط فيكي عن الطريق، وتبعتها إحدى سيارات الشرطة التي اصطدمت بها في منطقة عشبية على جانب الطريق، وهنا تدهورت سيارة الهاربين، وخرج المجرم كيسي وايت، معلنًا استسلامه بينما بقيت الضابط فيكي في السيارة، وعندما اقترب منها الضباط اكتشفوا أنها أطلقت النار على رأسها، وأصيبت إصابة بالغة.
وحسب شبكة "سي إن إن"، قال الطبيب الشرعي في مقاطعة فاندنبرغ إنها توفيت في الساعة 7:06 مساءً يوم الاثنين في المستشفى.
هروب رومانسي
وباهتمام كبير تابع الأمريكيون عملية الهروب هذه لا سيما وأنها اكتست طابعًا رومانسيًا؛ لحصولها على خلفية ما يُعتقد أنها علاقة حب جمعت بين شخصين لا يجمع بينهما سوى اسم عائلتهما مع أن لا صلة قرابة بينهما.
والتناقضات بين وايت الرجل ووايت المرأة أكثر من أن تُحصى، فهو مجرم خطير يبلغ من العمر 38 عامًا، وهي موظفة مثالية تبلغ من العمر 56 عامًا.
عملية فرار مدروسة
وبدا واضحًا أن عملية الفرار دُرِست بأدق تفاصيلها، وكان عنصر المفاجأة فيها تامًا، إذ لم يكن ليخطر ببال أحد وجوب الحذر من وايت التي لم تتسبب يومًا بأي مشاكل ضمن إدارة سجن مدينة فلورنس الصغيرة في ولاية ألاباما الواقعة في جنوب الولايات المتحدة.
باتت فيكي وايت من أكثر المطلوبين المطاردين في الولايات المتحدة، مع أن قائد الشرطة في المنطقة وصفها بأنها "الموظف النموذجي"، واعتبرها المدعي العام في المقاطعة "الشخص الأكثر أهلًا للثقة في السجن"، هي التي كانت تشرف من قبل شرطة مقاطعة لودرديل على عمليات نقل السجناء.
صباح الجمعة 29 أبريل وعندما حضرت فيكي إلى سجن فلورنس صباح الجمعة لأخذ كايسي وايت بذريعة كاذبة مفادها أنه سيخضع لتقييم نفسي في المحكمة، كانت تنتظرها سيارة مركونة في موقف للسيارات بمركز تسوق قريب، اشترتها خصيصًا لعملية الفرار.
ما لم تكشفه كاميرات المراقبة
إلا أن اللقطات التي سجلتها كاميرات المراقبة في السجن، لم توحِ بأي تعاون بين العملاق الموشوم والمسؤولة في السجن، فهي تمسك له الباب، لكنها لا توجه أي نظرة إليه حتى لحظة إدخاله سيارة الشرطة مكبل اليدين والقدمين، ثم أغلقت الباب بحذر، وانطلقت بالسيارة بُعيد الساعة 9:30 صباحًا.
ولم يتنبه أحد إلى فيكي وكايسي إلا بعد ساعات عدة، قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر.
وأثارت المطاردة اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة الذين طالت تعليقاتهم الوكالة التي اشترت منها فيكي وايت هذه السيارة.
بداية قصة الحب
وتعود بداية هذه القصة، التي قد تكون قصة حب، إلى العام 2020، فكايسي وايت الذي كان يقضي عقوبة بالسجن 75 عامًا في سجن الولاية بجرائم من بينها خطف وسطو ومحاولة قتل، أعلن فجأة يومها مسؤوليته عن قتل امرأة قبل خمس سنوات.
لم يدُم اعترافه طويلًا -إذ دفع في النهاية ببراءته في القضية التي لا تزال قيد النظر فيها- لكن هذا كان سبباً لنقله إلى سجن مقاطعة لودرديل، حيث تبلغ بتوجيه تهمة القتل إليه، وهناك التقى فيكي وايت للمرة الأولى.
وأعيد كايسي إلى سجنه الأساسي بعد اكتشاف مخطط للهروب، لكنه بقي على اتصال بفيكي.
وعاد إلى سجن فلورنس في فبراير من السنة الجارية؛ لحضور جلسة في محكمة تقع في مكان قريب.
إذا كنتِ على قيد الحياة.. فاهربي منه بسرعة
وقالت صديقة سابقة لكايسي وايت: "إنه خطر جدًا، على كل من حوله"، مقدمةً إلى فيكي وايت النصيحة الآتية: "إذا كنتِ لا تزالين على قيد الحياة، فاهربي منه بسرعة. اركضي، اركضي، اركضي بأسرع ما أمكنك".