أظهرت السجلات الرسمية لهواتف البيت الأبيض يوم السادس من يناير 2021 فجوة في أنشطة هاتف الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب مدتها سبع ساعات و37 دقيقة، وفقاً لشبكة الإذاعة البريطانية BBC
وتفصيلاً، تزامن مع هذه الفجوة تعرّض مبنى الكابيتول (الكونغرس) لهجوم شنّه مؤيدون لترامب.
وخاضت لجنة تحقيق من الكونغرس تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي صراعاً مطولاً في سبيل الحصول على سجلات الهواتف الرئاسية، حتى يتسنى لها الوقوف على أنشطة الرئيس ومساعديه في ذلك اليوم.
وأظهرت السجلات أن الرئيس أجرى مكالمات مع ثمانية أشخاص على الأقل في صباح ذلك اليوم - بينهم المستشار السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني، وهما كانا ينسقان محاولات لقلب هزيمة الرئيس ترامب، بحسب تسجيلات حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، وشبكة سي بي سي نيوز، الشريك الإعلامي لبي بي سي في الولايات المتحدة.
ورصدت السجلات مكالمات أجريت مع 11 شخصاً في المساء. لكنها لم توثق أي مكالمات خلال الفترة الممتدة من 11:17 صباحاً وحتى الساعة 18:45 مساء بحسب التوقيت المحلي الأمريكي.
ويتعارض ذلك مع شهادات أدلى بها أعضاء عديدون من الحزب الجمهوري في الكونغرس، بينهم زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي، والسيناتور مايك لي من ولاية يوتا، فضلاً عن السيناتور تومي توبرفيل من ولاية ألاباما - والذين قالوا إنهم تواصلوا هاتفياً مع الرئيس ترامب بعد منتصف ذلك اليوم.
ولم ترصد السجلات أثراً لمكالمة أشارت إليها تقارير بين ترامب ونائبه مايك بنس، والتي أكد فيها الأخير رفضَه مطالب ترامب تأخير الإقرار بفوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة.
وتشير هذه الفجوة في سِجل أنشطة هواتف البيت الأبيض في ذلك اليوم إلى أن الرئيس ترامب ربما أجرى اتصالات عبر قنوات غير رسمية - ومن ذلك على سبيل المثال: الاتصال عبر هاتف أحد مستشاريه أو عبر شريحة هاتف محمول مسبق الدفع.
كما تشير الفجوة أيضاً إلى احتمال إخفاء أو التخلص من سجلات مكالمات رئاسية وقعت أثناء لحظات حاسمة كانت فيها شرطة تأمين الكابيتول في صدام مع مؤيدي ترامب.
وإذا صدق الاحتمال الأخير، فقد يستتبع ذلك توجيه اتهامات بالتغطية على وقائع على نحو يعيد إلى الأذهان واقعة تم الكشف عنها عام 1973 فيما يُعرف بتحقيقات ووترغيت، حينما اكتشفت لجنة تحقيق من الكونغرس نقْصان 18 دقيقة ونصف من تسجيلات صوتية للمكتب البيضاوي حينها وجّهت اتهامات للرئاسة بالتورط في مؤامرة إجرامية، وانتهى الأمر باستقالة ريتشارد نيكسون في العام التالي.