تتجه موجة الحر القصوى والمبكرة التي تضرب فرنسا مسجلة مستويات قياسية، إلى شرق البلاد اليوم؛ حيث قد تصل الحرارة إلى 38 درجة مئوية.
وتشهد إسبانيا التي تواجه موجة قيظ غير معهودة في هذه الفترة من السنة، حريقًا هائلًا تحاول فِرَق الإطفاء السيطرة عليه.
وفي فرنسا، طال الإنذار الأحمر والبرتقالي نحو ثلاثة أرباع سكان البلاد؛ أي 45 مليون نسمة.
لكن يُنتظر تساقط أمطار محلية على الواجهة الأطلسية للبلاد ستشكل مقدمة لتراجع درجات الحرارة مساء الأحد؛ مما سيمسح "لموجة الحر بالتقلص تدريجيًّا، لتستمر فقط في شرق البلاد"؛ بحسب الفرنسية.
ومساء السبت، هبت رياح قوية وغير متوقعة على ساحل نورماندي؛ مما أدى إلى مقتل راكب أمواج.
وفي حين تتراجع درجات الحرارة في غرب البلاد، يتواصل الحر في شمال شرق فرنسا؛ لا سيما منطقة ألزاس؛ حيث تتوقع الأرصاد الجوية تسجيل 38 درجة مئوية.
وفي بعض المدن، استقبلت المتاحفُ الزوارَ الهاربين من الحر في بوردو في جنوب غرب البلاد؛ حيث بلغت الحرارة 40 درجة مئوية، وفتحت المتاحف أبوابها مجانًا.
وفي باريس في متحف التحرير، قالت السائحة البلجيكية صونيا دو مان (70 عامًا) التي أتت مع ابنتها: إنها فضلت "زيارة متحف" على التوجه إلى تلة مونمارتر كما كان مقررًا. وفي العاصمة الفرنسية فتحت المتنزهات والحدائق العامة أبوابها طوال الليل.
وفي جنوب شرق البلاد اندلع حريق سببته نيران مدفعية في حقل تدريب كبير للجيش الفرنسي وأتى على نحو 600 هكتار من الغطاء النباتي؛ لكن فِرَق الإطفاء بصدد السيطرة عليه.
ويرى العلماء أن تكاثر موجات الحر في أوروبا يأتي نتيجة مباشرة للاحترار المناخي. فانبعاثات الغازات الدفيئة يفاقم من قوة موجات الحر المتكررة ومن أمدها وتواترها.
وأتت الموجة الحالية من المغرب عبر شبه الجزيرة الأيبيرية.
وفي إسبانيا واصلت فِرَق الإطفاء السبت في اليوم الأخير من موجة الحر، مكافحة حرائق عدة في البلاد اجتاح أحدها حوالى 20 ألف هكتار؛ في حين بلغت الحرارة 43 درجة مئوية.
واندلع أكبر هذه الحرائق في سلسلة جبال سييرا دي لا كوليبرا في منطقة كاستيا إي ليون في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع البرتغال. وكان لا يزال مستعرًا عصر السبت، وقد أتى على حوالى 20 ألف هكتار.