مسؤول في منظمة الصحة العالمية يحذر من تجاهل مدى خطورة كورونا

أكد أن من تعاليم شهر رمضان المبارك أن نحافظ على أنفسنا وحياتنا
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط أحمد المنظري
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط أحمد المنظري

حذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، من تجاهل مدى خطورة كورونا؛ فالوضع لا يزال قائمًا؛ حيث لا زال الناس يصابون بكوفيد 19، ويموتون مع احتياج بعض المُصابين إلى الاحتجاز بالمستشفى، لا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات طبية سابقة.

وتابع أنه في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فُجِعْنَا بوفاة أكثر من340 ألف شخص منذ بداية الجائحة، بينما أُصيب أكثر من 21.5 مليون شخص بالعدوى، ونتوجه بتعازينا ودعواتنا إلى الذين فقدوا أقرباءهم وأحباءهم، سائلين الله عز وجل أن يتغمَّد جميع المتوفين برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.

وأوضح "المنظري" أن "من تعاليم شهر رمضان المبارك التوعية بواجبنا الإسلامي لحماية أنفسنا والآخرين من كل سوء، ويكمن المفهوم العام لرمضان في أن الصيام خلال الشهر الكريم يمنع المسلمين من الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها، غير أن الصيام أكثر من ذلك بكثير؛ إذ يجب على المسلمين أيضًا أن يمتنعوا عن أصغر تصرُّف أو حتى انفعال يمكن أن يُسبب أدنى ضرر لإنسان آخر، ومن هذا المنطلق ينبغي أن نكون على استعداد لاتخاذ كل تدبير اجتماعي من شأنه أن يحمينا ويحمي الآخرين من الإصابة بالعدوى أو الوفاة".

وقال "المنظري": "رغم أننا شهدنا انخفاضًا عامًّا في الإصابات والوفيات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإننا ما زلنا نعيش في ظل الجائحة إلى حد بعيد، ولا بد أن نظل متيقظين لتجنب المزيد من الحزن والمعاناة، وباستطاعة كل فرد منا أن يحرص على ألا تؤدي قراراتنا وأفعالنا في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية لأي شخص قد ننقل إليه العدوى دون أن ندري؛ مما يتسبب في زيادة انتشار الجائحة، ولا يمكن وقف سلسلة انتقال العدوى إلا إذا اتخذنا جميعًا قرارًا واعيًا وجماعيًا لوقف انتشار هذا المرض تمامًا".

وأضاف أنه "خلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، وجدنا أنفسنا نحتفي بشهر رمضان بطريقة مختلفة ووسط أجواء جديدة علينا، ونتيجة لذلك توصلنا إلى طرق لممارسة شعائرنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية المُعتادة من خلال اتباع عادات جديدة لنتمسك بديننا، وفي الوقت ذاته نحمي أنفسنا وأحباءنا".

وأضاف: "أما هذا العام فلا يزال كوفيد-19 جزءًا من حياتنا اليومية، ويكاد يؤثر على كل قرار نتخذه وعلى كل إجراء نقوم به، وقد وجدنا جميعًا سبلًا للتكيف".

واستدرك بالقول: "نحتفل ببداية شهر رمضان هذا العام في ظل بصيص من الأمل؛ حيث تقترب نسبة الحاصلين على جرعة واحدة أو أكثر من اللقاحات في إقليمنا من 40%، فاللقاحات هي أكثر الدروع الواقية فعاليةً ضد الأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، خاصةً عندما تقترن اللقاحات بتدابير وقائية أخرى مثل نظافة الأيدي، واستخدام الكمامات، والتباعد البدني، وفي الوقت الذي تواصل فيه البلدان إلغاء أو تقليص التدابير الخاصة بالصحة العامة والتدابير الاجتماعية، تظل اللقاحات من أفضل الطرق لضمان الحفاظ على الحماية لكم ولغيركم".

وقال: "قد لا تؤدي اللقاحات دائمًا إلى الوقاية من العدوى، ولكنها ستقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالأعراض الوخيمة للمرض أو الوفاة، ولا يزال بإمكان مَنْ يُحيُون هذه المناسبة الدينية الجليلة الحصول على اللقاح عندما يُدعَون إلى ذلك، حتى وإن كانوا صائمين، فالحقن في العضل جائزٌ في الشريعة الإسلامية، ولا يُفطر الصائم لأنه لا يمده بأي غذاء ولا يصل إلى المعدة".

وأضاف: رغم كل الصعوبات التي واجهناها على مدار العامين الماضيين، فإننا نستطيع المحافظة على روح شهر رمضان المبارك وأجوائه، فلنحرص على أن تهتدي تلك الأجواء برغبتنا في حماية الأرواح والحفاظ على إنسانيتنا، ولنتذكر قول الله عز وجل في القرآن الكريم: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

ومضى قائلًا: "سواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، فإن مسؤوليتنا الاجتماعية وواجبنا كبشر أن نبذل كل ما في وسعنا للعمل سويًا، ولوقف انتشار الفيروس الذي قتل ستة ملايين من الضعفاء، وتتجلى أيضًا روح التضامن هذه في رؤيتنا الإقليمية المتمثلة في تحقيق "الصحة للجميع وبالجميع".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org