أمرت النيابة العامة المصرية، الجمعة، بإخلاء سبيل فتاة صومالية على ذمة التحقيق معها في واقعة قتلها سائق مركبة آلية "توك توك" بسكين إثر محاولته اغتصابها، وذلك بعد أن أكدت تحريات الشرطة صحة روايتها في التحقيقات.
وكانت النيابة العامة المصرية قد باشرت التحقيقات فور تلقّيها إخطارًا في السابع عشر من مايو الجاري، بعثور اثنين على جثمان سائق مركبة آلية بالطريق العام بجوار مركبته بمنطقة التوسعات الشمالية بأكتوبر.
وحسب موقع "سكاي نيوز عربية": أوضح بيان للنيابة أن "فتاة صومالية حضرت لقسم الشرطة للإبلاغ عن محاولة السائق التعدي عليها جنسيًّا حال استقلالها معه المركبة، وتهديده لها بسكين، لكنها تمكنت من انتزاع السكين منه وإصابته به والفرار منه، ثم الإبلاغ عما وقع".
واستهلّت النيابة تحقيقاتها بالانتقال لمكان تواجد الجثمان لمناظرته، الذي تبين تواجده بجوار مركبة آلية "توك توك" دون لوحات معدنية. كما عاينت مسرح الحادث والمركبة المعثور عليها، وتبيّنت آثار دماء بهما.
وكَلّفت الإدارةَ العامة لتحقيق الأدلة الجنائية برفعها وفحصها وإعداد تقرير بنتيجة الفحص، كما كلفت أحد الأطباء الشرعيين بإجراء الصفة التشريحية على جثمان السائق لبيان إصاباته، وسبب وكيفية حدوثها، والأدوات المستخدمة في إحداثها، وإعداد تقرير بالنتيجة.
وأضاف البيان: "باستجواب الفتاة الصومالية أقرَّت بقتلها السائق حال مقاومته أثناء محاولته مواقعتها كرهًا عنها، وأوضحت في ذلك أنها قد استقلت المركبة الآلية برفقة السائق لتوصيلها، وأنه قد اتخذ طريقًا غير مأهول أثناء ذلك، وتوقف مدّعيًا وجود عطل أصاب مركبته، ثم أشهر في وجهها سكينًا كان يخفيه أسفل مقعد القيادة، وهددها لمواقعتها، ففرت منه هاربة فلحقها".
وأشار البيان إلى أنه "تمكّن منها بعدما سقطت أرضًا وشرع في مواقعتها واضعًا السكين على رقبتها، فقاومته وأمسكت السكين بكلتا يديها حتى أُصيبت أصابعها بجروح، وانتزعته منه وطعنته به، فتركها، وفرت هاربة تستغيث بأحد الخفراء، ثم أبلغت الشرطة بما حدث".
واصطحبت النيابة العامة الفتاة لمسرح الواقعة بعد استجوابها، وأجرت معاينة تصويرية للجريمة على نحو ما أقرّت به في التحقيقات.
وقد أُرفق بالأوراق تقرير بشأن توقيع الكشف الطبي على الفتاة، والثابت به إصابتها بجرح قطعي برأسها، وعدة جروح قطعية بأصابع يديها.
وأكدت تحريات الشرطة صحة الواقعة على نحو ما جاء بإقرار الفتاة في التحقيقات، كما ورد تقرير مصلحة الطب الشرعي الخاص بإجراء الصفة التشريحية على جثمان السائق، الذي أكد أن وفاته حدثت نتيجة الإصابة التي أشارت إليها الفتاة، وأن الواقعة جائزة الحدوث وفْق الرواية التي أدلت بها في التحقيقات باستخدام مثل السكين المضبوط.
وعلى ذلك أصدرت النيابة العامة قرارًا بإخلاء سبيل الفتاة بضمان محل إقامتها، فيما يتم استكمال التحقيقات.
جدير بالذكر أنه وحسب القانون المصري: إذا ثبتت رواية الفتاة، وأنها كانت في حالة دفاع شرعي عن النفس، تتم تبرئتها من تهمة القتل.