من يتزوج "ثانية" سوف يقال من منصبه.. رئيس دولة يهدد الوزراء

قال: البلاد تواجه مشكلة ديموغرافية حقيقية تمثل عائقًا أمام التنمية
رئيس النيجر محمد بوزوما
رئيس النيجر محمد بوزوما

قرر رئيس النيجر، محمد بوزوما، منع وزرائه من الزواج بزوجة ثانية، ملوحًا بالإقالة حال اختار أحدهم تعدد الزوجات.

وأعلن بوزوما، قراره أمام تجمع نسائي، ملمحًا بأن "قراره قد لا يرضي الجميع"، مشيراً إلى أن "تعدد الزوجات أمر سيئ.. أولئك الذين سيجادلوننا، يقولون إن ديننا هو الذي قال ذلك".

وبحسب مراقبين، فإن القرار لن يرضي الحالمين بتعدد الزوجات في هذا البلد الإفريقي المعروف بزواج القصر، ما يجعل الحنين واردًا لعهد سلفه الرئيس السابق محمد إيسوفو الذي كانت له زوجتان. وفق سكاي نيوز عربية.

ولم يخفِ الرئيس النيجيري -وهو يخاطب الجمع الذي كانت أغلبه نساء- من أن حديثه يحمل "مخاطرة، وطالب بوزوما وزراءه - في مقطع فيديو متداول لخطاب يوم الجمعة الماضي، قوبل بتصفيق نسوي حار- بأن يكونوا "مثالًا يُحتذى"، قائلاً: "طالما أنك في حكومتي، فأنت ممنوع من اتخاذ زوجة إضافية.. الوزير الذي يريد أن يتزوج بزوجة أخرى، ليس ممنوعًا، لكن يجب أن يترك الحكومة".

قرار بوزما الذي لم يثر ردة فعل بين الوزراء المعنييّن به، أثار ضجة في الرأي العام النيجري، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى طرق لتقليص النمو السكاني، في البلد الإفريقي الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 24 مليون نسمة، وفق إحصائيات البنك الدولي.

وفي نفس الخطاب، أكد الرئيس النيجري أن بلاده "تواجه مشكلة ديموغرافية حقيقية تمثل عائقًا كبيرًا أمام تنمية البلاد"، متحدثًا عن إحصائيات حول مخاطر النمو الديمغرافي الجامح.

وقال أبو بكري تل، عضو منظمة اليونيسف في النيجر، إن "هذا المجتمع أو على الأقل أكثر من نصفه يؤمن بأن للرجل الحق في أن يكون عنيفًا وأن يسيء معاملة زوجته ويضربها إذا لم تفعل ما يريد".

وأضاف أنه "ليس من النادر أن تهرب الفتيات أو تنتحر بعد الزواج في البلاد التي سجلت معدلات عالمية في زواج القصر"، لافتًا إلى أن "التعليم يشكل حماية للفتيات من الزواج القصري، فكلما طال بقاء الفتاة في المدرسة تأخرت بالزواج، كما أن المؤهل العلمي يرفع من فرصها في الاستقلال المادي".

وتابع: "رغم أن قرار الرئيس أثار جدلًا في الشارع، لكنه قد يكون خطوة إيجابية يتمخض عنها قانون جديد يمنع تعدد الزوجات ويحد من زواج القاصرات في البلاد".

وأردف: "في النيجر هناك العديد من العائلات ينظرون إلى تزويج بناتها في سن مبكرة على أنه وسيلة لتخفيف الضغط المالي على تلك الأسر في ظل الوضع المعيشي المتدني، كما ترى بعض الأسر أن زواج الفتيات في سن مبكرة قد يوفر لهم حياة أكثر استقرارًا".

وتقول صحيفة "واشطن بوست" الأمريكية، إن 76 بالمائة من فتيات النيجر يصبحن عرائس قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، وهو أعلى معدل لزواج الأطفال في العالم.

ومع انتشار وباء كورونا، تزايد أعداد زواج القاصرات، وتوقعت منظمة اليونيسيف أن تدفع الآثار طويلة الأمد للوباء، الناجمة عن إغلاق المدارس والمصاعب الاقتصادية المتزايدة، نحو 10 ملايين فتاة أخرى إلى الزواج قبل نهاية العقد الحالي.

ويميل الآباء في النيجر إلى إعطاء الأولوية في التدريس للبنين، الذين ينظر إليهم على أنهم معيلون في المستقبل، ما يجعل الفتيات أكثر عرضة لترك الدراسة، ويتزوج أكثر من ربع الفتيات قبل سن الخامسة عشرة، رغم مخالفة قانون البلاد، وفقًا للصحيفة الأميركية.

كانت منظمة الصحة العالمية قد خصصت نحو 8.3 ملايين دولار أمريكي من الصندوق الاحتياطي لحالات الطوارئ لمساعدة 10.6 ملايين شخص بحاجة إلى خدمات صحية طارئة في منطقة الساحل.

وتقدر الوكالات الإنسانية والحكومات أن 33.2 مليون شخص يعانون من الآثار المدمرة للنزاع المسلح وانعدام الأمن وانعدام الأمن الغذائي والنزوح في منطقة الساحل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org