قبل يومين من الآن وصلتني رسالة تذكر أنها من مدرسة تعليم القيادة بجامعة الأميرة نورة، وكان مضمونها متسائلاً عمّا إذا ما زلت مُهتمّة بالتدريب لديهم أو لا، مع وجود رابط للإجابة.
وقد أثارت الرسالة استغرابي لأنني حاصلة على رخصة قيادة من 2018. ووصلني في اليوم ذاته رسالة على الواتساب، تُفيد بأن هذا النوع من الرسائل ما هو إلا رسائل احتيال، وأن هناك مَن كان ضحية، وتم التحايل عليه من خلال طلبه أرقامًا سرية وبيانات بنكية.
الغريب ليس أمر الاحتيال الإلكتروني الذي أصبح قديمًا رغم تطوّره بتطور التطبيقات والتقنيات الحديثة، رغم أن أساليبه ما زالت مكشوفة، ولاسيما في استخدام الروابط المطلوب الدخول إليها، وفي أسلوب طلب البيانات؛ إذ وصلتني هذا اليوم رسالة على البريد الإلكتروني، تذكر أنها من وزارة النقل السعودية، ولا شيء منها يُفيد بأنها من وزارة النقل والخدمات اللوجستية إلا شعارها، بل حتى اللغة التي كُتبت بها الرسالة هزيلة وضعيفة، لكن الغريب التفاعل مع مثل تلك الرسائل!
لا أنكر أنني قبل أعوام عدّة كنت ضحية لمحاولتَي احتيال، تفاعلت معهما، الأولى كانت مع ثورة الإنترنت في بداية الألفية، والثانية تبعتها بسنتين، لكن كنت صاحبة خبرة ضعيفة فأضحكني الموضوع أكثر من حسرتي منه.
اللافت أنه مع انتشار التقنية، وانخفاض مستوى الأمية التقنية نظير توافُر الأجهزة الحديثة، واضطرار الناس للتعامل معها؛ إذ لا يُمكن لاستغناء عنها، إلا أن التحايل زاد وتفشّى! وأصبحت حِيَله الباهتة والضعيفة وغير المتقنة تنطلي حتى على الأذكياء وبعض المتعلمين والدارسين.. فأين الخلل؟!
بظني إنه لا يُمكن مكافحة الاحتيال من خلال الوعي الجمعي فقط، أو بالتذكير بوجود مثل هذا النوع من الاحتيال، بل من خلال التوجيه الفردي للتنبه للغة الرسائل، وطبيعة الروابط التي تتضمنها مثل تلك الرسائل.