يا من يرى نفسه مهمًّا بأساليبه الناقصة لأنه يتخيل أن "قوة شخصيته" بتجاهل من حوله! وفي الواقع هو الضعيف بفكره وعقله وحاله.
وبعضهم من يتلبّسهم قرينهم فيخيّل إليهم أنهم فوق البشر فيلمزهم بلحن القول، والله يعلم إنهم لكاذبون!
والبعض الآخر يرى أن أهميته تكمن بعدم إظهاره الاهتمامَ بأقرانه ومن يحيطون به، ويتخيل تخيلات عجيبة وغريبة، ويظن أنه بهذا السلوك المشين والغير سليم والمسحور بسحر العظمة الكاذبة سوف بجعل منه مهمًّا، ويعتقد أن من حوله يهابه ويخشاه ويدور رضاه، وأن هالشي يزيد من رصيد هيبته أمام الجميع واحترام الناس له، وكل ذلك تخيلات شيطانية لا أساس لها من الصحة، والواقع يشهد بذلك.
وبعض المرضى تزيد عليه الجرعات فتأتيه تخيلات صباحية ومسائية بأنه ربما يطير فوق الجميع وما هي إلا سويعات وسوف يوحى إليه، والواقع أنه لم يُوحَ إليه شيء فتأخذه أحلام اليقظة إلى ما لا تحمد عواقبه وترمي به تخيلاته الوهمية بالترفع على مَن حوله وعدم المبالاة بهم أو المبادرة بالسلام أو الرد عليهم بأي وسيلة كانت إلى واقع أليم❗ وهو بهذا الأسلوب خالف النهج النبوي الكريم الذي أمرنا به الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم بإفشاء السلام والمحبة بين الناس؛ فقال: "وخيركم من بدأ بالسلام"، وقال: "أفشوا السلام بينكم".
ولكن يا حسرة على العباد، هؤلاء المتخيلون أصحاب الهواجس الليلية يظنون بمخيلتهم المريضة أنهم ملائكة لهم أجنحة يطيرون بها فوق خلق الله، شافاهم الله وعافاهم مما ابتلاهم به، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به بعض الناس!
مثل هؤلاء يعتقدون دون غيرهم بأهليتهم وأفضليتهم وبالتقدير والاحترام والبدء بالسلام ووجوب الخضوع والانقياد لهم دون غيرهم.
ومن ثم عدم مغالطتهم أو النظر لهم بمنظار البشر العاديين، وأن لهم الأولوية بتقديم الاعتذار والتنازلات لحضرتهم بمجرد فقط يشعرون أنك أخطأت بحقهم أو فقط ظنوا فيك الظن السوء! فيسمحون لأنفسهم مغاضبتك والتنقص من مكانتك، كل ذلك لأنك فقط لم تنزلهم المقام المحمود الذي يشعرون به.
هؤلاء المرضى بمجتمعنا بدأ للأسف سعار نارهم يزيد وتكشيرهم عن أنيابهم يظهر بين عقلاء الناس، وبظنّي ما كان لسالف ذلك الزمن زمن الطيبين تظهر بينهم مثل هالنوعيات من البشر إلا قليلًا.
فأين هي الخيرية أيها السادة والسيدات التي ندعي بها المثالية بالواتسابات والتويترات ودائمًا ما نحث بها الناس بواجب التحلي بها، ونحن عنها بعيدون بعد المشرقين إلا ما رحم ربي.
أين نحن وأنتم من الأصفياء الأنقياء ممن يؤثرون على أنفسهم ويقدمون العذر لإخوانهم وأصدقائهم ومعارفهم فيعذرونهم ويقبلون العذر منهم.
نتمنى نرجع لمبادئنا اللي كان عليها الآباء والأجداد بذاك الزمن الراقي والجميل زمن الطيبين من النقاء والصفاء والنية الحسنة وحب الخير للجميع، وهي لا زالت بحمد الله وفضله وبحوله وقوته مغروسة فينا جميعًا *فقط تحتاج منا جميعًا المجاهدة لتخليدها بالمجتمعات وغرسها بنفوس الأجيال المباركة••
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يجعلنا هداةً مهتدين غير ضالّين ولا مضلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم••
وفي أمان الله.