حذّر عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من الانسياق وراء الأخبار والافتراءات التي تطلقها وتروجها قنوات مضللة تتعمد الكذب؛ مفتياً بأن نشر هذه الشائعات في المجالس الخاصة والعامة والأسرية لا يجوز شرعاً.
وقال "المطلق" في برنامجه الأسبوعي "استديو الجمعة" على إذاعة "نداء الإسلام"، تعليقاً على ما تتعرض له السعودية هذه الأيام من هجمات إعلامية شرسة ومغرضة تستهدف النيْل من مكانتها: حب هذا البلد دين نتقرب به إلى الله تعالى لأنه موئل الإسلام ومكان الدفاع عنه.
وأضاف: الحمد لله الذي جعل موطننا بلاد الحرمين، البلاد التي تعتز بالشريعة وتحافظ على العقيدة الإسلامية ومناهجها إسلامية ومحاكماتها شرعية والدعوة إلى الله قائمة.
وأردف: نحن في هذا البلد الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وغالبية أصحابه، وقامت الدعوة فيه بكل زمان، ثم جددها المجدد العظيم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأيده مؤسس هذه الدولة الإمام محمد بن سعود.
وتابع: لا تزال هذه الدولة كما أسسها المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز وأنشأ فيها هذا الخير الذي نراه الآن.
وقال "المطلق": نحن نعيش في البلد الذي يعتز أهله بالإسلام، وهم أقرب الناس إلى فهم القرآن، ويشجعون على تحفيظ القرآن الكريم، ويدعمونه، ويتيحون للناس المعاملات الشرعية.
وأضاف: اجعلوا حب هذا البلد عملاً تتقربون به إلى الله، واعلموا أننا في هذه الأيام مستهدفون من قِبَل قنوات مضللة تعتمد الكذب، وتستدل عليه بأقوال محللين تأتي بهم من مكان كذا ومن مكان كذا، حتى يُخدع بهم مَن لا يعرف هذه الحيل.
وأردف: ينبغي لنا أن نكون يداً واحدة، ويجب أن نضع أيدينا في أيدي ولاتنا، وأن نعرف أعداءنا، وأن ننتبه لمكائدهم، وإن من أعظم ما يؤذي أن ينشر بعضُ أبنائنا بسذاجة في مجالسهم الخاصة بعض هذه الافتراءات الفاسدة، وربما يقولها أمام أطفاله وأولاده وزوجته، وربما يتحدث بها مع جماعته، وهذا من الأمور الذي لا تجوز، والله تعالى يقول: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً}.
وتابع: جعل الله الانسياق مع هذه الأباطيل من اتباع الشيطان، والله أخبرنا في قواعد الأخبار أن نتثبت ونتبين، وألا ننساق وراء أخبار الفسقة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علىٰ ما فعلتم نادمين}.
وتساءل: فكيف والذي يأتي بهذه الأخبار فاسق وعدو مبين يظهر العداوة ويريد تفريق الكلمة وإضعاف اللحمة الوطنية.
وقال "المطلق": يجب علينا أن نعرف هذه الأشياء، وأن نقف لها بالمرصاد، وأن نحرص في مجالسنا الخاصة والعامة على الوقوف بثبات وروية ويقين أمام هذه الافتراءات؛ لأن الكذب سريع الزوال، ولا بد أن ينكشف عن قريب؛ ولكن لئلا ننخدع به؛ يثبّت عقلاؤنا بعضَ ضعفائنا.
وطالَبَ الشباب بمعرفة مكائد الأعداء، وأن يقفوا من أكاذيبهم موقف الصامد والثابت.