انسحاب "تميم" يخالف 3 مواد في ميثاق جامعة الدول العربية.. تعرَّف عليها

أمير قطر يتحول إلى "مندوب" لتركيا وإيران ويخرج عن دائرة الذوق العام
انسحاب "تميم" يخالف 3 مواد في ميثاق جامعة الدول العربية.. تعرَّف عليها

في الوقت الذي نجح فيه القادة العرب في الخروج بقمة، تحظى بقبول الشارع العربي قدر الإمكان، جاء انسحاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد من الجلسة المفتوحة أمام شاشات التلفزيون العربية والعالمية، التي كانت تنقل الحدث على الهواء مباشرة، ليعكر صفو النجاح الذي تحقق على أرض الواقع، ويرسخ في الأذهان "عدم التوافق العربي" في مخالفة صريحة لثلاث مواد ضمن ميثاق جامعة الدول العربية الذي أبرم عام 1945م.

واتفق القادة العرب في قمة تونس التي عقدت أمس على إدانة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، وقالوا إن السلام في الشرق الأوسط مرهون بإقامة دولة فلسطينية.

وسبق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ جميع القادة العرب في تأكيد رفض السعودية "القاطع" لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان.

وخالف الانسحاب القطري من جلسة القمة كل قواعد "البروتوكولات" الدبلوماسية، وخرج عن دائرة "الذوق العام" عندما قفز الأمير تميم من مكانه "فجأة" أثناء إلقاء أحمد أبو الغيط كلمته، وغادر القاعة دون أن يستأذن رئيس تونس والجلسة (الدولة المستضيفة)، وتوجه إلى المطار مباشرة، واستقل طائرته مغادرًا تونس بدون أي تعليق.

ويخالف انسحاب الأمير تميم من جلسة القمة المواد الثانية والثامنة والـ18 من ميثاق جامعة الدول العربية. وتنص المادة الأخيرة الـ(18) على أنه "إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها فيجب أن تبلغ المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة". في المقابل، جاء انسحاب تميم في اللحظة نفسها التي قرر فيها الانسحاب.

أما المادة الثانية من الميثاق فتؤكد أن "الغرض من الجامعة هو توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية تحقيقًا للتعاون بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها". ويحطم التصرف الذي أتى به تميم أي توثيق للصلات العربية، بل على العكس؛ أحدث انقسامًا وجرحًا، لا يحتمله الجسد العربي في هذا التوقيت.

وتدعو المادة الثامنة التي أطاح بها انسحاب تميم من القمة إلى احترام "كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقًّا من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها".

وكان انسحاب قد تميم جاء عقب انتقاد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة ألقاها دور تركيا في الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، وأكد الأمين العام أن "التدخلات الإيرانية والتركية في أزمات المنطقة العربية قد فاقمتها وأطالتها"، مشيرًا إلى "معاناة الشعوب العربية في مناطق كثيرة من الإرهاب"، وموضحًا أن "الأمن القومي العربي تعرَّض لأشرس التحديات في التاريخ المعاصر، منها التدخلات الخارجية، خاصة من جانب تركيا وإيران".

ويبدو أن تميم بن حمد لم يحتمل الانتقاد الموجَّه إلى أعداء الأمة؛ فتحول من "أمير دولة عربية إلى مندوب دائم لتركيا وإيران داخل الجامعة العربية"، بحسب وصف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتفقوا على أن قطر أصبحت اليوم بمنزلة خنجر في خاصرة الأمة العربية بميلها الواضح والصريح لأعداء الأمة في وضح النهار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org