قبل أكثر من عام من الآن كان العالم برمته مصابًا بالهلع، وحرّكه هذا الهلع باستنفار، ليس لمواجهة الفيروس فقط، بل لإيجاد بدائل لكل شيء وحدث..!
الخطط البديلة هي حلول بكل الأحوال، سواء كانت مدروسة أو لا؛ فوجودها يمثل صمام أمان لإدارة الحياة ومواجهة الأزمات. مشكلتنا في التعاطي مع مفهوم فكرة الخطة البديلة، أو الخطة الثانية، والتعلق المنبهر بالخطة الأولى، مع تعليق الآمال الكبيرة عليها، وكأنها هي الحل الوحيد إذ عدمت الحلول.
حينما يشعر الإنسان بالخطر، وتفشل خططه الراهنة، يلجأ للبدائل. ولأن لجوءه لها لجوء اضطرار، وغير محسوب، فقد يقع في الخطأ. وهذا ما شهدناه في الانتقال الطارئ للتقنية في قطاع التعليم والأزمات التي حدثت مع بداية تلك التحولات، من عدم التمكن من استخدام نظام البلاكبورد في الجامعات، وتعطله، وتم تفادي كل ذلك هذا العام. وما حدث مع منصة مدرستي في التعليم العام، والمشاكل التي عانى منها المستخدمون.
وهذا لم يكن حكرًا على التعليم في السعودية فقط، بل كانت مشكلة في أكثر من دولة؛ ما يعني أن هناك مشكلة مع الحلول البديلة!
للحلول البديلة قيمة تضاهي قيمة الحلول الرئيسة. والفارق بينهما أولوية التطبيق لا أكثر. كما أن التعامل مع الخطط البديلة بهذا المنطق يعطيها قيمة فعلية، ويمنحها حياة وعمرًا أطول، مع إمكانية استخدام في مرات لاحقة، بعكس الخطط البديلة غير المدروسة التي يحدث أن تكون طوق أمان آني الاستخدام، لكن لا يمكن أن يضمن لمستخدمه النجاة؛ لذا التعامل مع الأمور على أساس أن الحياة متقلبة، وأننا بحاجة لخطط بديلة دائمًا، وأن إيجادها في كل خطوة مطلب وليس رفاهية؛ إذ يجعلنا نعيش بطمأنينة أكبر؛ فالخطط البديلة تفتح آفاقًا أرحب، وتمنح أصحابها مساحات شاسعة للتنقل بين الحلول، وتعطيهم فرصًا لإدارة المخاطر والأزمات بشكل جيد.