إن أكثر التحديات التي تواجه المعلم في العصر الرقمي، تتبلور في كيفية تطوير مهاراته والمحافظة عليها، وحتمية مواكبة المتغيرات من أجل البقاء، حيث أصبحت مهنة المعلم مزيجاً من مهام التأهيل والتعليم والتوجيه والإشراف والنقد، ولكي يكون دوره فعالاً يجب أن يجمع بين التخصص والخبرة يحتاج المعلم إلى العديد من الدورات التدريبية التي تعقد في بداية العام الدراسي لتطوير ذاته وكفاءته المهنية، ويحرص على مزيد من التطور من خلال القراءات المتخصصة وتصفح الإنترنت، والتواصل مع المعلمين الآخرين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ، وهذا التدريب إن وجد فهو غير كاف.
من التحديات التي تواجه المعلم في العالم الرقمي أيضا تكمن في كون المعلم مطالباً بإعداد جيل متعلم في عصر المعرفة، وينبغي إحداث تغيير في عمق العملية التعليمية، و بناء السياسات الاستراتيجية والتطبيقات الفاعلة لتأسيس كفايات المعلم ، فالعملية التعليمية تحتاج إلى كثير من التطوير وتنمية المهارات، وبيئة جاذبة وعناية متفانية بتدريب القوى بالمدرسة وفرق التعليم لاشك أن دور المعلم في ظل العصر الرقمي، أصبح أكثر صعوبة من السابق، لأن المعلم هو جوهر العملية التعليمية فيواجهه تحد ثقافي واجتماعي يستوجب عليه أن يكون منفتحاً على كل ما هو جديد ويتمتع بمرونة تمكنه من الإبداع والابتكار، ليكون قادراً على مجابهة العاملة التحديات والوقوف أمام متطلبات العصر وتحدياته وما يسمى بالعولمة وما تشكله من تحد ثقافي واجتماعي واقتصادي.
ضعف البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات، وضعف انتشار تقنيات الاتصال السريع و قلتها وعدم كفاءتها بالمقارنة بوسائل الاتصال بالدول الغربية المتقدمة يشكل تحد للمعلم يعوقه عن تطبيق التعلم الرقمي بشكل جيد.
مشاكل التقنية والتي تتمثل في صعوبة الوصول للمعلومات في نفس الوقت وانقطاع الشبكة المفاجئ نتيجة لضعف شبكة الانترنت، كما أن التعليم الحديث يتطلب أجهزة ذات مستوى عال ليلائم البرامج المتطورة ، مع نقص الخبرة لدى الأشخاص القائمين على البرامج التعليمية وعدم التحاقهم بالدورات و المؤتمرات في الدول العالمية والمتطورة.
من أكبر تحديات المعلم هو إيجاد سبل واقعية لإقناع أولياء الأمور أن يتركوا أبناءهم للاعتماد على أنفسهم خلال أيام الدراسة، حيث أن الاهتمام الزائد منهم يحمل دعوة للأبناء من أجل التراخي والتواكل، فما يحاول المعلم زرعه في نفوس الطلبة، قد يفسده بعض أولياء الأمور بسبب الدلال المبالغ فيه، الذي يؤثر ولا شك في سلوكيات الأبناء مستقبلاً.