حذّرت تقارير صحفية عالمية من فوضى محتملة في السفر الجوي بالولايات المتحدة الأمريكية، بسبب إصرار السلطات الفيدرالية على الموعد النهائي المحدّد لمقياس ارتفاعات خدمات "الجيل الخامس" للاتصالات.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الولايات المتحدة لن تؤجل موعدًا نهائيًا لشركات الطيران لتجديد الطائرات بأجهزة استشعار جديدة لمعالجة التداخل المحتمل لشبكات الجيل الخامس، على الرغم من المخاوف من أن هذا التاريخ قد يتسبّب في اضطراب السفر.
قال وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج، إنه تم إبلاغ شركات الطيران أن الموعد النهائي في 1 يوليو لا يزال ساريًا.
وحذّرت شركات الطيران من أنها لن تتمكّن من الوفاء بالموعد النهائي وقد تضطر إلى إيقاف بعض الطائرات.
وكانت شركات الاتصالات قد أجلت في السابق طرح شبكة الجيل الخامس للسماح لشركات الطيران بالتكيف.
في الولايات المتحدة، تعد الترددات الراديوية المستخدمة لشبكات الجيل الخامس جزءًا من الطيف المعروف باسم النطاق C، المستخدم في أجهزة التوجيه الملاحية للطائرات أيضاً، وبالأخص أجهزة مقاييس الارتفاعات للطائرات، التي تقيس ارتفاع الطائرة فوق الأرض، وهو ما قد يشكل خطرًا داهمًا كبيرًا على الطائرات في حال التشويش على هذه الأجهزة.
وكانت شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى قد وافقت العام الماضي على تأخير طرح تقنية "الجيل الخامس" للاتصالات حتى 1 يوليو 2023، لإتاحة الوقت لشركات الطيران لتعديل مقاييس الارتفاع الخاصة بها.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي الممثل لأكثر من 100 شركة طيران تطير من وإلى الولايات المتحدة، إن قرار عدم تمديد الموعد النهائي يجعل الاضطرابات الصيفية أكثر احتمالاً.
وتابع الاتحاد بقوله "هناك مشكلات سلسلة التوريد تجعل من غير المحتمل أن تتم ترقية جميع الطائرات بحلول الموعد النهائي في 1 يوليو، مما يهدد باضطرابات تشغيلية خلال ذروة موسم السفر الصيفي الشمالي".
وقدّر الاتحاد التكلفة الخاصة بترقية الطائرات تبلغ 638 مليون دولار أمريكي.
وقال نيك كارين، من اتحاد النقل الجوي الدولي: "لم توجِد شركات الطيران هذا الوضع. إنهم ضحايا سوء التخطيط والتنسيق الحكومي".
وقالت شركات الطيران في السابق إنها تريد استبعاد إشارات 5G من على بُعد يصل إلى ميلين تقريباً لمدارج المطارات في المطارات المتضررة على النحو المحدد من قبل إدارة الطيران الفيدرالية.
وأنفقت شركات الهاتف عشرات المليارات من الدولارات على ترقية شبكاتها لنشر تقنية 5G، التي يقولون إنها توفر خدمات إنترنت أسرع بكثير واتصال أكبر.
قالت شركات التكنولوجيا إن شبكة الجيل الخامس آمنة واتهمت صناعة الطيران بإثارة الخوف وتشويه الحقائق.
في الاتحاد الأوروبي، تعمل الشبكات بترددات أقل من تلك التي يخطط مقدمو الخدمات الأمريكيون لاستخدامها؛ ما يقلل من مخاطر التداخل.
كما أنه في فرنسا، هناك ما يسمّى "المناطق العازلة" حول المطارات، حيث يتم تقييد إشارات 5G، بينما يجب إمالة الهوائيات إلى أسفل لمنع التداخل المحتمل.