كشف زياد نصر، المدير العام لأسواق الشرق الأوسط في شركة "أكرونيس"، عن المخاوف بشأن ضعف الأمن السيبراني في تطبيق "ثريدز"، التي أجّلت دخول التطبيق إلى سوق الاتحاد الأوروبي نتيجة سياسات الاتحاد الصارمة التي يتخذها في حماية البيانات، ولاسيما قانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي.
وفي التفاصيل، أوضح "نصر" في حديثه لـ"سبق" أنه على الرغم من تأكيدات ميتا "فيسبوك سابقًا" لامتثال التطبيق لتشريعات الخصوصية في الاتحاد الأوروبي، فإنه لا تزال هناك شكوك حول ممارسات جمع البيانات في تطبيق "ثريدز"، والأمان العام فيه.
وأضاف: تسهم في زيادة هذه المخاوف المشاكل السابقة لـ"ميتا" في مجال الخصوصية، بما في ذلك فضيحة بيانات فيسبوك - كامبريدج أناليتيكا، والتهم السابقة لانتهاك الخصوصية الموجهة من قِبل لجنة التجارة الفدرالية، كذلك حالات جمع البيانات.
تدور مخاوف كبيرة حول ممارسات التشفير في ثريدز، بينما تعتبر طرق التشفير في التطبيق آمنة عمومًا؛ إذ يشعر الخبراء بالقلق إزاء احتمالية اعتراض المخترقين للرسائل والوسائط؛ إذ تكشف الإعدادات الافتراضية للخصوصية عن ثغرة، تُمكِّن المجرمين من الوصول إلى رسائل المستخدم من خلال رقم هاتفه.
ويقوم تطبيق ثريدز بجمع كمية كبيرة من بيانات المستخدم، بما في ذلك معلومات الاتصال، وتفاصيل مالية، وبيانات الموقع، وقائمة الاتصالات، والمحتوى الخاص بالمستخدم، وأنماط الاستخدام، وتاريخ الشراء، وسجلات البحث، ومعلومات حساسة أخرى.
ويثير تجميع هذه البيانات الشاملة مخاوف بشأن إنشاء ملف تعريف تفصيلي للمستخدم، واحتمال التعرض لتهديدات تؤثر على سلامته الرقمية والفعلية.
ويستخدم ثريدز خدمات تحديد موقع هاتف المستخدم؛ لعرض حالة الأصدقاء على الإنترنت، وتقديم إشعارات عندما يكونون قريبين.
وعلى الرغم من أن هذه الميزة توفر الراحة إلا أنها تثير مخاوف بشأن خصوصية المستخدم.
مخاوف أخرى كبيرة تنشأ من عملية إعداد حساب ثريدز السهلة، وآلية حذف الحساب المعقدة.
وعلى الرغم من أنه يمكن تثبيت ثريدز بسهولة على أجهزة أندرويد وآي أو إس، يواجه المستخدمون تحديات عند محاولة حذف حساباتهم؛ إذ يتطلب حذف حساب ثريدز حذف حساب إنستجرام للمستخدم في الوقت نفسه؛ ما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في التوقف عن استخدام ثريدز نهائيًّا؛ ما يشكل خطرًا على أمان الحسابات غير النشطة التي يتركها المستخدمون دون رعاية لفترات طويلة.
وعلى غرار منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يوفر تطبيق ثريدز طريقًا إضافيًّا للمجرمين السيبرانيين لتنفيذ عمليات احتيال وأنشطة غش.. وهي تشبه عمليات الاحتيال التي يعرفها المستخدمون جيدًا، مثل الهدايا الوهمية للعملات المشفرة، وانتحال الهوية على إنستجرام وفيسبوك.
ومع زيادة شهرة التطبيق، من الممكن أن تنتشر مثل هذه الأنشطة أيضًا على ثريدز؛ ما يستدعي زيادة اليقظة والحذر بين المستخدمين.
وبينما قامت إنستجرام بتنفيذ إجراءات أمان لتعزيز أمان ثريدز، على المستخدمين الانتباه دائمًا إلى حماية خصوصيتهم، من خلال:
1- التعرف على إعدادات الخصوصية: على المستخدم تخصيص وقت لفهم الخيارات المتاحة للخصوصية في ثريدز، وضبطها حسب تفضيلاته. واستخدام الميزات التي تقيد رؤية المحادثات والتحكم في مشاركة المحتوى.
2- تحديث التطبيق: ننصح المستخدم بتحديث التطبيق بانتظام ونظام التشغيل على أجهزته؛ للاستفادة من التصحيحات الأمنية الضرورية التي تعالج الثغرات، وتوفر أحدث حماية ضد التهديدات المحتملة.
3- الحذر في مشاركة المحتوى: الحذر بشأن المعلومات التي تتم مشاركتها عبر ثريدز، والامتناع عن نشر أي شيء يعرِّض الخصوصية للخطر، أو يمكن أن يقع في أيدٍ خاطئة. وعلى المستخدم التفكير مرتين قبل مشاركة محتوى قد يكون له عواقب غير مقصودة.
4- المصادقة الثنائية: ننصح المستخدم بتفعيل المصادقة الثنائية لحساب إنستجرام، الذي يمتد أمانه إلى ثريدز. هذه الطبقة الإضافية من الحماية تساعد في منع الوصول غير المصرح به، حتى إذا تم تسريب بيانات تسجيل الدخول.
وأشار "زياد نصر" في ختام حديثه إلى أنه يجب أن يكون المستخدمون على علم بالمخاوف المتعلقة بالخصوصية المرتبطة بالتطبيق؛ وذلك من أجل أن يستمتع المستخدمون بفوائد ثريدز مع ضمان سلامة خصوصيتهم، من خلال فهم ممارسات التشفير، وضبط إعدادات الخصوصية، واستخدام إجراءات الأمان في إنستجرام.. كما يمكن للمستخدمين التنقل في المشهد الرقمي بثقة بعد اتخاذ خطوات استباقية لحماية المعلومات الشخصية، والبقاء على علم بالمخاطر المحتملة.