تمتلئ منصات الفيديو "يوتيوب" و"تيك توك" و"تويتش" بما يطلق عليه "البث المباشر للنوم" لأناس يبثون لقطات حية لأنفسهم تحت غطاء النوم؛ ولكن كيف يجمع أولئك الأموال من خلال هذه اللقطات؟
من أشهر أولئك الذين تسلط هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء عليهم: كاي سينات الذي اتهم مؤخرًا بالتحريض على الشغل في الولايات المتحدة، والذي تمكن من جني عشرات الآلاف من الدولارات من خلال بث لقطاته وهو نائم لمدة شهر في شهر مارس الماضي.
وتقول واحدة من أشهر شركات البث المباشر في العالم، إنه يمكن كشف ما يصل إلى 15 ألف دولار من خلال بث مشاهد النوم تلك.
بالنسبة للمشاهدين، يمكن أن توفر "تدفقات النوم" لهم إحساسًا بالمجتمع -شخص ينام معه- بالإضافة إلى مصدر للترفيه.
ويشبه ذلك الأمر ما كان منتشرًا في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما أصبح برنامج الواقع Big Brother أحد أكثر البرامج مشاهدة في العالم، وفرصة لمشاهدة زملائه في المنزل وهم ينامون طوال الليل في العرض المصاحب على مدار 24 ساعة، وحاليًا يحقق البث المباشر نجاحًا مفاجئًا على الإنترنت.
وبدأ هذا الاتجاه في الانتشار على "تيك توك"، وهو ما يطلق عليه اسم "مؤثري النوم"، الذين يكسبون آلاف الدولارات من خلال نشرهم مقاطع النوم، بل ويدفع متابعوهم أموالًا مقابل الكثير من الامتيازات، مثل أن يدفع مثلًا شخص 95 دولارًا لمنح شخص مثل "ستانلي موف" على "تيك توك" صدمة كهربائية من خلال سوار يرتديه.
ويقول "ستانلي" عن هذا الأمر: "لا أعرف سبب تفضيل الناس لهاذا الأمر؛ لكنه يشبه غرائزنا البدائية، لكن بعض الناس يحبون رؤية أشخاص آخرين يتألمون أو يتأذون، إذا كان ذلك منطقيًّا".
ولكن على الرغم من جني أموال جيدة من التدفقات، برسوم مثل 12 دولارًا لجعل الأضواء تومض، أو 24 دولارًا لإبهامه بضوء ساطع جدًّا.
ويقول "ستانلي" إنه تَوقف عن فعلها في الوقت الحالي: "أنا آخذ استراحة من فترات النوم بسبب الصحة العقلية والإرهاق".
وقالت الدكتورة ليندسي براوننج، الخبيرة في النوم: إن هناك مدرستان فكريتان حول سبب انتشار هذه المقاطع؛ أولها "يُظهر العلم أن الحصول على قسط جيد من النوم كل ليلة بانتظام له العديد من الفوائد الهائلة، ومع ذلك، فإن الحياة الواقعية لا تسير على هذا النحو. ماذا عن الآباء الذين يمرض أطفالهم؟ هناك 100 سبب لعدم حصولنا على نوم جيد ليلًا".
وتابعت: "وظيفتي على وجه التحديد هي العمل مع الأشخاص الذين يعانون من الأرق؛ حيث يريدون النوم ولكن عقولهم لا تسمح لهم بذلك، وجزء من علاج الأرق هو تقليل عامل الخوف، وهو ما يمكن أن تحققه هذه المقاطع".
واستمرت قائلة "أعلم أن تدفقات النوم ومتابعتها ليست فكرة جيدة، لكن الاستمتاع بها قد يكون حلًّا لمن يواجهون مشاكل الأرق".
ومضت: "إذا تم بث تدفقات النوم مرة كل أسبوعين أو ثلاثة لكسب المال، لا يمكن أن يشكل ذلك مشكلة صحية أو عقلية على ممارسيها، علاوة على أنها توفر إحساسًا بالراحة للمتابعين وشعورًا بأنهم ليسوا بمفردهم في هذا الكوكب".