وضعت أداة "شات جي بي تي" Chat GPT، وهي تقنية حديثة قادرة على محادثة البشر بطريقة سلسلة وتقديم إجابات مناسبة عن جميع الأسئلة، العالمَ على أعتاب ثورة جديدة في مجال محركات البحث، في ظل تميزها بقدرتها على الاعتراف بالأخطاء، ورفض الأسئلة غير المناسبة، معتمدة في ذلك على الذكاء الاصطناعي.
وقال استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي، إسلام غانم: الأداة تعمل كمحرك بحث يربط كل البيانات والمعلومات الموجودة على الإنترنت، وما يميزه عن محركات البحث التقليدية أن "شات جي بي تي" يعمل على فهم ما تكتبه بدقة أيًّا كانت اللغة التي تستخدمها من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي.
وأضاف وفق "سكاي نيوز عربية": يتعامل شات جي بي تي بطريقة تفاعلية مع المستخدم وكأن شخصًا موجودًا على الناحية الأخرى من المحادثة، وتعتمد محركات البحث العادية على النص المكتوب فقط؛ لكن "شات جي بي تي" يقوم بتحليل الجملة التي نكتبها، ويعمل على فهم المراد منها، ويُحضّر الإجابات التي تحتاجها بشكل دقيق، ويتميز "شات جي بي تي" بقدرته على تقديم إجابات شاملة بدلًا من روابط لمقالات، كما يستطيع "شات جي بي تي" إعطاء آلاف المعلومات الخاصة بسؤال واحد حال ارتباطها بنفس الموضوع.
وأردف "غانم": أبرز المجالات التي يمكنها الاستفادة من محرك "شات جي بي تي": (حل المسائل الرياضية، كتابة الأكواد البرمجية، تصميم التطبيقات، حل المشاكل الاجتماعية، التحليل المالي والاقتصادي، العلوم المختلفة بشكل عام، النقد السينمائي، والشعر).
وتابع: أبرز العيوب والمخاوف المرتبطة بشات جي بي تي، تتضمن أنه يخشى من تقديم شات جي بي تي معلومات مضللة بعض الشيء للمستخدمين، كما أن منظومة الأخلاق والقيم التي يتبناها شات جي بي تي تعتمد على الشركة التي أنتجت الأداة.
وقال "غانم": يعاني شات جي بي تي من قصور واضح في الأحداث التي وقعت بعد عام 2021؛ وبالتالي قدرة الأداة أضعف في الإجابة عن الأحداث الجارية، مع الأخذ في الاعتبار أنه يتم تحديث الأداة لسد هذه الفجوة.
وأضاف: يُخشى من أن نظام شات جي بي تي قد يقتل الإبداع الفكري من خلال الاعتماد عليه بشكل كبير في حل المسائل المعقدة، وهناك مخاوف من قدرة الذكاء الاصطناعي على القضاء على المهارات واحتلاله مكان الإنسان في الأعمال المختلفة بشكل عام.
وأردف: المهتمون بالبحث العلمي قد يعتمد بعضهم على الحصول على المعلومات من خلال تشات جي بي تي بدلًا من التوجه لمراكز البحث العلمي.
وأشار إلى خطورة اعتماد الأطفال بشكل كبير على شات جي بي تي؛ حيث يضعف قدرتهم على الإبداع والتفكير الخلاق.