حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين من أن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية ربما تضر بتسليم المساعدات الإنسانية في الدولة الآسيوية الفقيرة المعزولة حسب رويترز.
وعقد مجلس الأمن البالغ عدد أعضائه 15 دولة اجتماعه السنوي الرابع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على الرغم من اعتراضات من الصين التي رأت أنه ليس المنتدى المناسب لمناقشة هذه المسألة وحذرت من أن الاجتماع قد يتسبب في تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن منظمات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة هي ”حرفيا شريان حياة“ لنحو 13 مليون شخص معرضين للمخاطر في كوريا الشمالية ”لكن العقوبات ربما تؤثر عكسيًا على هذا الدعم الجوهري“.
وقال الأمير زيد وميروسلاف ينتشا مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة إن جماعات الإغاثة تواجه صعوبات في الوصول إلى القنوات المصرفية الدولية ونقل السلع إلى كوريا الشمالية وارتفاع أسعار الوقود التي تعوق تسليم المساعدات.
كما تحدث تابان ميشرا، وهو أكبر مسؤولي الأمم المتحدة في كوريا الشمالية، عن مشكلات متعلقة بالجمارك وذلك في خطاب إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية في المجلس بتاريخ 27 أكتوبر اطلعت عليه رويترز.
وطلب الأمير زيد من مجلس الأمن يوم الاثنين دراسة تأثير العقوبات على حقوق الإنسان واتخاذ إجراء ”لتقليل الآثار العكسية على الوضع الإنساني“.
واعترضت كوريا الشمالية مرارًا على اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان وتوجه اللوم إلى العقوبات بالمسؤولية عن الوضع الإنساني المتردي.
ونددت بعثة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة باجتماع يوم الاثنين وقالت إنه ”إجراء يائس من القوى المعادية التي تخسر المواجهة السياسية والعسكرية مع كوريا الشمالية التي ارتقت علنًا إلى مصاف الدول الحائزة للأسلحة النووية“.
لكن كورو بيشو سفير اليابان لدى الأمم المتحدة قال للصحفيين يوم الاثنين ”الوضع الإنساني ووضع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية بائس للغاية وهذا بسبب السلطات“.
وبعد دعوتها لتصويت إجرائي لم تنجح الصين في منع عقد الاجتماع العلني للمرة الرابعة. ويتطلب كسب هذا التصويت الحصول على تسعة أصوات على الأقل ولا يُسمح لأي من الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استخدام حق النقض (الفيتو).
وصوتت عشر دول أعضاء لصالح عقد الاجتماع بينما صوتت الصين وروسيا وبوليفيا ضد عقده وامتنعت مصر وإثيوبيا عن التصويت.
وقال وو هاي تاو نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن ”أعضاء المجلس والأطراف المعنية ينبغي عليهم الانخراط في إيجاد سبل لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة (الكورية). عليهم تجنب تبادل الاستفزاز والكلمات أو الإجراءات التي من شأنها تأجيج التصعيد في الموقف“.
وأضاف ”مناقشة المجلس لمسألة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية لا تتماشى مع الهدف المشار إليه سلفًا كما أن له نتائج عكسية“.
وتخضع بيونجيانج لعقوبات من الأمم المتحدة منذ عام 2006 بسبب برامجها الصاروخية والنووية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعًا وزاريًا بشأن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية يوم الجمعة.