

شهدت حركة السفر الخارجية للأردنيين خلال العام الحالي تراجعًا ملحوظًا، خاصة نحو السعودية وتركيا، اللتين تُعدّان من أبرز الوجهات السياحية للأردنيين في السنوات الماضية، وذلك بفعل مجموعة من العوامل الاقتصادية والموسمية التي أثرت على قدرة الأسر على السفر.
وسجّلت برامج السفر إلى تركيا ارتفاعًا كبيرًا في أسعار التذاكر والفنادق والخدمات السياحية، ما أدى إلى انخفاض الإقبال مقارنة بالأعوام السابقة. كما شهدت السعودية ارتفاعًا في أسعار الإقامة وبرامج العمرة، ما رفع كلفة السفر وأدى إلى تراجع القدرة الشرائية لدى كثير من الراغبين في أداء العمرة أو زيارة المملكة.
إلى جانب ذلك، ساهم غياب العطل المدرسية والجامعية خلال الأشهر الماضية في تقليص حركة السفر، إذ يعتمد الأردنيون عادة على فترات الإجازات لتنظيم الرحلات الإقليمية.
ووفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار الأردنية، بلغ عدد الأردنيين المسافرين للسياحة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام نحو 1.281 مليون مسافر، بانخفاض 3.6% مقارنة بـ1.328 مليون مسافر في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات وزارة السياحة التركية تراجع عدد السياح الأردنيين إلى تركيا بنسبة 15.14% خلال النصف الأول من العام، حيث زار تركيا 110,037 أردنيًا من بداية العام حتى نهاية يونيو، مقارنة بـ129,667 زائرًا خلال الفترة نفسها من عام 2024.
ورغم تراجع أعداد المسافرين، أظهرت بيانات البنك المركزي الأردني ارتفاعًا في الإنفاق على السياحة الخارجية بنسبة 5% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، ليصل إلى 1.742 مليار دولار، ما يعكس ارتفاع التكاليف العامة للرحلات مقارنة بالأعوام السابقة.
ويتوقّع أن تشهد حركة السفر تحسنًا مع حلول الإجازات الشتوية والصيفية، إلا أن الأسعار ستبقى العامل الأكثر تأثيرًا في قرارات السفر لدى الأسر الأردنية.