أعلنت وزارة السياحة عن وصول عدد زوار المملكة من الخارج إلى 29.5 مليون زيارة عام 2022، فيما بلغ حجم إنفاق السياح الأجانب 23.5 مليار دولار.
ويمثل السياح الآسيويون فرصة للسوق السياحية السعودية، خصوصًا مع ارتباط السعودية بعلاقات قوية ومتميزة مع عدد من دول شرق آسيا وجنوب شرقها، وتسهيل نظام التأشيرات السياحية ورقمنتها.
ففي الأعوام الأخيرة أضحى الصينيون من بين أكثر الجنسيات إقبالًا على زيارة السعودية، كما ارتفعت معدلات اهتمام مسافري ماليزيا بزيارة المملكة وفق إحصاءات حديثة.
ومع تسجيل القطاع السياحي خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري أرقامًا قياسية، وصل عدد زائري المملكة في يناير إلى نحو 2.4 مليون زائر، بينما سجّلت المملكة في فبراير 2.5 مليون سائح.
وفي سبيل تعزيز وإرساء مكانتها السياحية، عقدت السعودية اتفاقات عدة مع مختلف الحكومات، وكان من بينها دول شرق آسيا.
وفي أغسطس عام 2021، افتتحت الهيئة السعودية للسياحة مكتبًا تجاريًا في ماليزيا يغطي إقليم جنوب شرقي آسيا يختص بترويج القطاع السياحي السعودي في جنوب شرقي آسيا، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي بالمملكة للسياح من مختلف دول الإقليم وخارجه.
وفي مايو 2022 وقّع طيران السعودية مع هيئة السياحة التايلاندية على مذكرة تعاون تساعد في تمهيد الطريق لتحسين القطاع السياحي والجهود السياحية بين البلدين.
وكان أحدث هذه الاتفاقات السياحية اتفاق أبرِم في مارس من العام الجاري بين الرياض وبكين، وتم توقيع مذكرة تفاهم للإسراع في عملية اجتذاب السياح الصينيين، والتعاون في جهود السياحة بين البلدين.
وتمثل الصين أكبر وأهم مصدر للسياح الدوليين على مستوى العالم، حيث يعد السياح الصينيون أكبر المنفقين في السياحة الخارجية، وبحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، أنفق السياح الصينيون نحو 255 مليار دولار عام 2019.
وجاءت الاستجابة الصينية للسياحة في السعودية مع بداية إطلاق التأشيرة السياحية للمملكة للمرة الأولى، فبحسب بيانات وزارة الخارجية السعودية عام 2020 كان الصينيون في صدارة الحاصلين على التأشيرة السياحية للمملكة بنحو 18 ألف سائح، بينما كانت ماليزيا ضمن قائمة الدول الأكثر حصولًا على التأشيرة السياحية السعودية كذلك.
ويسهم حجم الإنفاق للسياح الصينيين إلى جانب العلاقات المتميزة بين بكين والرياض في اجتذاب السياح الصينيين إلى المملكة في ظل سياستها الجديدة لترويج السياحة ودعمها.
وفي الصين يمثل التسوق النسبة الأكبر من قيمة الإنفاق السياحي، إذ يبلغ 30 في المائة من إنفاق السياح الصينيين، يليه الطعام، بما يوضح اهتمام الصينيين بأنشطة التسوق التي تعد من أوجه النشاط السياحي في السعودية.
ويشكّل السياح الآسيويون فرصة واعدة للسعودية خصوصًا مع تمتّع المملكة بعلاقات جيدة مع عدد من هذه الدول، وسط تطلّع كثيرين من مواطني هذه الدول للسفر إلى السعودية للاستكشاف أو الزيارات الدينية، ففي ماليزيا وصل عدد المعتمرين الوافدين منها منذ يوليو الماضي وحتى مارس إلى 300 ألف معتمر وفقًا للإندبندنت.
فيما يوصَف الكوريون بالمحبين للسفر، حيث وصلت نسبة من سافروا خارج البلاد إلى 29 مليون شخص عام 2018، ويعشق الكوريون الجنوبيون تجربة السفر الدولي والسياحة المرتبطة بالثقافات الأخرى؛ فهم ضمن دائرة السياحة المستقبلية للسعودية بما تتميز من تعددية تاريخية وثقافية في ربوع المملكة المتنوعة ثقافيًا.
وبلغت قيمة إنفاق السياح من كوريا الجنوبية عام 2021م، 14 مليار دولار أمريكي، وتُظهر بيانات حديثة أن السياح الكوريين يفضلون الإنفاق في قطاع المنتجعات والفنادق الفخمة بما يتوافق مع المشاريع السياحية التي تعمل المملكة عليها.