اعتبر راضي الفريدي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية "ريفنا"، أن السياحة الريفية "زراعية - بيئية- جيولوجية" والتي تعتمد على الاستفادة على مصادر التراث الثقافي والطبيعي، من أهم عوامل الجذب السياحي، وهو ما يعرف باسم السياحة البديلة أو السياحة الصديقة للبيئة.
وأوضح أنها ترتكز على عدة مقومات منها ثلاث وهي التراث، سواء الثقافي أو الطبيعي، والزوار، والسكان المحليين، في وسط ايجابي يكفل مصلحة الجميع في علاقة تكاملية وتبادلية ومتوازنة يكون فيها كل منها أداة لخدمة الآخر.
وقال الفريدي: "زادت أهمية الدور الذي تلعبه السياحة ضمن الاقتصاد العالمي حيث تعد السياحة أحد أكثر القطاعات الاقتصادية القادرة على التنوع والتأقلم، ودافعاً لعجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام والتنمية المستدامة على مستوى العالم، وتحولت السياحة بصفة عامة إلى عامل يحفز على التجديد وعلى ريادة الأعمال ومصدر هذه التنمية من الطلب العالي والمتزايد على منتجات وخدمات السياحة المتجددة والمتميزة".
وأضاف "الفريدي": "تعتمد القدرة التنافسية لكل وجهة سياحية، على الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والثقافية والأصول والخدمات بالموقع السياحي والمنطقة المحيطة فيها وتكاملها في سلسلة من القيم المضافة، مؤكداً على أهمية فهم وتفعيل سلسلة القيمة في السياحة الريفية والتي هي من المفاهيم الجديدة في لغة الأعمال والعمل المؤسسي وتساعد على استدامته".
وكشف عن أنه لابد أن ينتبه من أراد العمل بالسياحة الزراعية والريفية والبيئية في المراحل الأولى في عمليات التخطيط لتطوير المزرعة أو الوجهة السياحية، وتمثل سلسلة المراحل والأنشطة المختلفة المراد تقديمها لزوار الموقع من منتجات أو خدمات، حيث تشمل سلسلة القيمة كل المتطلبات الأساسية من الأنشطة المتكاملة التي تتم بالموقع السياحي لتقديم خدمات ومنتجات ذات قيمة مضافة للزائر.
وبوصفه خبيراً أوضح أنه تتضمن بداية تفكير الضيف أو الزائر لزيارة المزرعة أو الموقع السياحي ، بدءاً من فكرة الزيارة، وانتهاءً بالوصول للموقع والعودة لمنزله في كل حلقة من حلقات سلسلة القيمة، ويتم إضافة قيمة للخدمات والمنتجات المقدمة للزائر. ولكن من الضروري أن تكون كل خدمة مكملة للخدمات الأخرى مع الاهتمام بالجودة وتحقق المتعة والترفيه والتعلم بحيث يكتسب الزائر على تجربة سياحية متكاملة ومميزة في أجواء تعود به للطبيعة.
وبيّن أنه في عملية الاتصال والتواصل، يجب توفير كل خيارات التواصل التي تتميز بالسهولة والمرونة، وفي عمليات التنقل داخل المزرعة أو الموقع يجب توفير منظومة نقل متكاملة وبسيطة وآمنة وتتميز بصداقتها للبيئة تُمكن الزائر من الاطلاع والتجول بين جميع أركان وأقسام الموقع. وفي جميع خدمات الضيافة والتي من أهمها أماكن الإقامة، تعد النظافة مطلب مهم حسب الإحصائيات العالمية في الوجهات السياحية، فعندما تزداد الأماكن الغير نظيفة، فتأكد بأن أهم حلقة في سلسلة القيمة بالموقع معطلة، لذا يجب التركيز على تقديم خدمات إقامة عالية الجودة ومتنوعة لضمان راحة الزائر أو الضيف. وثانياً: خدمات الأكل والشرب كالمطاعم والمقاهي مواقع الأكل والشرب المختلفة وهي أهم ثاني عنصر في سلسلة القيمة، فعندما يتم تقديم الخدمة بطريقة غير احترافية، فتأكد بأن أهم ثاني عنصر في سلسلة القيمة غير فعال.
وأشار أخيراً إلى الأنشطة والفعاليات على المنتجات الزراعية والحيوانية لابد أن يراعى فيها التنوع والاهتمام بالجانب الترفيهي والتعليمي فيها ومع مراعاة مناسبة الأسعار للجميع وهكذا تستمر حلقات سلسلة القيمة بتنوعها في الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة الترفيهية، وأماكن الجذب السياحي كالجذب الزراعي والثقافي والحيواني التي يزورها الزائر، مثل ركن الحيوانات والمزروعات والفعاليات والمواقع التعليمية والثقافية الأخرى بالموقع.
وتابع: "لذا يجب التخطيط والتنفيذ والمراقبة المستمرة لجميع حلقات سلسلة القيمة، لأنه عندما يحدث خلل في حلقة في سلسلة القيمة، قد يؤدي ذلك إلى تجربة سياحية فاشلة للزائر أو الضيف. لذلك تتداخل سلسلة القيمة في السياحة بصفة عامة والسياحة الريفية بشكل خاص ويعتمد نجاح أحد المكونات في كثير من الأحيان على أداء الأخرى، فأي نقص أو ضعف في خدمة أو منتج محدد، فإن هذا الضعف يؤثر على سمعة الموقع السياحي وعلى سمعة الوجهة السياحية بشكل كامل، والمشكلة عندما تبقى تجربة أو كل التجارب غير المرضية عالقة في ذهن الزائر وينقلها لأهله وأصدقائه مما يسبب انطباع سيئ لدى الآخرين عن الوجهة السياحية".
وختم راضي الفريدي قائلاً: "لضمان نجاح مبادرة السياحة الزراعية والريفية والبيئية وتحقيق رؤية 2030، يجب على المستثمرين في السياحة الريفية أن يضع في اعتبارهم أهمية كل حلقة في سلسلة القيمة وأن يعمل على تحسين جودة خدماتهم ومنتجاتهم لضمان رضا العميل وذلك من خلال الفهم الجيدة لسلسلة القيمة في السياحة، والتي من خلالها يمكن تحديد فرص النمو وتحسين جودة الخدمات وتعزيز تجربة الزائر بشكل عام".