تبدأ "سبق" في تسليط الضوء على حضارات الجزيرة العربية التي اندثرت وعمرها فوق 4000 سنة في سلسلة "حضارات أرض الجزيرة العربية" ووفقًا لقدم الحضارات التي سكنت الجزيرة نبدأ بحضارة دلمون التي قامت منذ ما قارب من أكثر من 5 آلاف عام واستقرت في جزر البحرين وتاروت بالمملكة العربية السعودية وجزيرة فيلكا بالكويت التي أماطت اللثام لأول مرة عن أسرار دلمون نتيجة الكشف الأثري في فيلكا أظهرت وجود حضارة دلمون في فترة 2000 ق. م وتوالت العديد من البعثات الأثرية للكشف عن المملكة المفقودة.
وسماها المؤرخون بأرض الفردوس والخلود والحياة واكتشفت مع الكشف عن وثائق ملحمة غلغاميش التي تتضمن روايات عن فيضانات كبيرة في بلاد ما بين النهرين واشتهرت بكثرة مياهها العذبة وهذا الذي جعلها توصف بالجنة الحقيقية.
أسطورة الفردوس
تعود أهمية "مملكة دلمون" إلى المكانة التي احتلتها في العالم من حيث القداسة فكانت تصف بالجنة أو الفردوس وكتبت على جدران بابل وفقًا إلى الأسطورة السومرية القديمة بأنها أرض نظيفة طاهرة لا مرض فيها ولا عدوان، لا تفترس الحيوانات بعضها بعضًا، هي مبرأة من كل سوء.
أكبر مقبرة في التاريخ
ضمن المظاهر المذهلة في حضارة مملكة دلمون بناء المعابد فوق التلال كمعبد باربارا والرسم على جدران المعابد والمقابر والقطع الفخارية ووجد بها أكبر مقبرة تاريخية هي مقبرة عالي، فضلاً عن المدن والمعابد القديمة وكانت تشتهر بتصدير الثوم والتمر واعتبرت سوق حرة يأتي إليها التجار من كل مكان للبيع والشراء وكانت تمتلك أسطولاً بحريًا تؤجره لنقل البضائع إلى المناطق الأخرى.
عمارة دلمون
اشتملت مساكن مملكة دلمون الأسطورية على مبانٍ سكنية ومعابد خصوصًا معبد أنزاك كبير معبودات دلمون والمعبد البرجي وميناء الخضر وقصر الحاكم وموقع العوازم، بالإضافة إلى الأختام التي ذكرها الدكتور الدويش من الكويت عددها الكبير بلغ 650 ختمًا أغلبها أختام دلمون الدائرية الشكل واستخدمت الأختام للتعرف على الممتلكات الشخصية ومن ضمنها ختم للمقتنيات الثمينة لحفظها من السرقة كذلك ختم للعقود والبضائع التجارية وتنوعت الموضوعات الزخرفية التي حفرت على الأختام ما بين الخطوط والأشكال الهندسية البسيطة والمشاهد الطبيعية ورسوم الأشخاص والحيوانات والأوزان الحجرية والأصداف البحرية والحلي البرونزية واللؤلؤ وبقايا عظام الأسماك والحيوان وبعض بذور الحبوب والخرز المصنوع من الأحجار الكريمة وغيرها.
وعن الأواني الفخارية، أشار الدكتور الدويش إلى أنها وجدت داخل المباني أو قربها وكشف في المبنى الواحد عن أنواع عديدة من فترات مختلفة في طبقات مختلفة نتيجة استمرار التوطن في مكان واحد وبناء البيوت الجديدة فوق القديمة.
تقدم فلكي مذهل
وعن المرصد الزمني لحضارة دلمون قال نبيل الشيخ وهو باحث سعودي إنه تم اكتشاف مرصد فلكي بمملكة دلمون ولم تكن متقدمة في علوم الفلك فحسب ولكنها أيضًا وضعت نظام تقويم خاصًا بها يحدد بداية السنة الدلمونية في 21 يونيو أي في بداية فصل الصيف واعتمدوا على التوقيت الشمسي فأحدث كهان المملكة ثورة جديدة في أسلوب حساب الزمن تقسم السنة بموجبه إلى 365 يومًا وهي المدة الزمنية لرجوع الشمس إلى النقطة التي ابتدأت منها وهذا ما يُعرف بـ الانقلاب الشمسي، وبهذا يصبح الدلمونيون من أوائل من استخدموا التقويم الشمسي في العالم القديم.