تستمر "سبق" في عرض أحداث شهر رمضان في كل مائة عام، وها نحن نقف على أعتاب شهر رمضان عام 1100 هجرية والذي يصادف عام 1688 ميلادية وشهد رمضان في هذا العام أحداثًا جسامًا منها تداعيات معركة فيينا التي هُزم فيها المسلمون حيث توجه الجيش العثماني المكون من قرابة 160 ألف جندي إلى فيينا بينما كان عدد المدافعين عن فيينا في البداية 11500.
وبانضمام جيوش أوروبا وصل تعداد جيش فيينا نحو 135 ألف جندي، وكان قائد الجيوش الأوروبية سوبياسكي؛ القائد البولوني قد أمر بصنع عجائن تشبه الهلال؛ رمز الجيوش العثمانية المسلمة، وأمر جنوده بأكلها، وهو ما سموه لاحقًا بـ"الكرواسون"، والمعروف حاليًا.
وبعد الهزيمة، انكسر الجيش العثماني، وعاد أدراجه، وبدأت الهزائم تتوالى، وأعلن الصدر الأعظم في اسطنبول، إعدام العديد من قيادته؛ بسبب خيانات عسكرية.
أفول الدولة العثمانية
بعد معركة فيينا أمر البابا الجديد الألمان والبنادقة، وروسيا، وبولندا بالاتحاد لإعادة السيطرة على المجر وطرد العثمانيين منها. وزع التحالف جهوده على عدة مدن لتشتيت العثمانيين، وبالفعل نجح في توزيع الجيوش العثمانية في أراضٍ متعددة للدفاع عنها. قامت ثورة في إسطنبول نتج عنها خلع السلطان محمد الرابع وتولى أخوه سليمان الثاني الحكم في عام 1689.
دب الضعف في الدولة العثمانية مع فقدان السيطرة على أجزاء من أراضيها، وتحولت من غازٍ إلى مدافع، ووقع العثمانيون معاهدة كارلوفيتز مع النمسا، والبندقية، وروسيا، وبولندا، وبموجبها تنازلت الدولة العثمانية عن بعض أراضيها لتلك الدول، ولم تعد أي دولة ملزمة بدفع الجزية للعثمانيين من هذا العام، وفور الإعلان عن رفع الجزية، عم الحزن جميع الأمصار الإسلامية.