وضع برنامج رؤية المملكة 2030 إطارًا لتنويع الاقتصاد من خلال ثلاثة محاور رئيسية: مجتمع نابض بالحياة، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة، فيما السياحة مفتاح هذه الرؤية، حيث تضع الرؤية هدفًا طموحًا لاستقبال 100 مليون زائر دولي وتقديم تجربة غامرة غارقة في الجمال الطبيعي وثقافة الوجهة. وقدرت وكالة "ستاندرد آند بورز" الفرص الاستثمارية التي يولدها القطاع السياحي في المملكة، بين مشاريع وبنية تحتية وغيرها بأكثر من 500 مليار دولار.
وتمتلك المملكة المقومات التي جعلت من مستقبل السياحة هو الأفضل، حيث تمتلك أراضيها الآلاف من المواقع التاريخية، بالإضافة إلى 5 مواقع على قائمة التراث العالمي المسجل في اليونسكو.
وكان الهدف الأكبر من دفع القطاع السياحي في المملكة ضمن خطة التطوير لتحقيق أهداف رؤية 2030 هو تعزيز المساهمة السياحية في عجلة الاقتصاد السعودي.
وكانت الخطة المستقبلية لتأثير السياحة على الاقتصاد في المملكة تتضمن أن يزيد الناتج المحلي لها لأكثر من 10% بحلول عام 2030.
ويلعب صندوق التنمية السياحي منذ إطلاقه في يونيو من عام 2020، والذي يعمل على استقطاب رؤوس الأموال إلى القطاع الذي سيضيف 10% للاقتصاد السعودي بحلول العام 2030.
وتصدرت الصناعة السياحية في المملكة أعلى المراتب من حيث الاقتصاد العالمي برأس مال ضخم من حجم الاستثمارات، بالإضافة إلى عائدات سنوية عالية من العملات الأجنبية، وارتفاع ملحوظ في عدد العاملين في قطاع السياحة، كذلك يمكن الاعتماد على القطاع السياحي لرسم مستقبل أفضل اقتصاديًا في المملكة.
وتتمتع المملكة بموقع جغرافي لا مثيل له، كونها تربط بين ثلاث قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا، فضلاً عن وجود الأماكن المقدسة وقبلة المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة .
واستطاعت المملكة تحقيق قفزات كبيرة في القطاع السياحي خلال الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالعام المنصرم 2022، حيث بلغت نسبة نمو الإنفاق السياحي الداخلي الإجمالي في الربع الأول 45% مقارنة بالربع الأول من عام 2022م مدعوماً بالبداية القوية للسياحة الوافدة هذا العام، وتحقيق أعلى معدل عدد ربعي للسياح من خارج المملكة لجميع الأغراض، حيث يقدر بـ (7.8 ملايين) بنسبة نمو 64% مقارنة بالربع الأول من عام 2019م.
وقد أسهم تطوير التأشيرات وتسهيل إجراءاتها، إلى جانب جهود الترويج والتوزيع في الدول المستهدفة، فضلاً عن زيادة الإقبال على العمرة في تحقيق هذه النتائج .
وعلى صعيد السيّاح الوافدين ارتفعت نسبتهم في الربع الأول من هذا العام لغرض الترفيه والعطلات بنسبة 581% مقارنة بالربع الأول من 2019م نتيجة تسهيلات التأشيرة الإلكترونية وزيادة المعروض السياحي في وجهات المملكة، كما حققت نسبة الزوار السياح من دول الخليج والشرق الأوسط نمواً بلغ 107% مقارنة بعام 2019م.
وبلغت نسبة نمو عدد السياح من شرق آسيا ما بنسبته 49% (خاصة إندونيسيا وماليزيا)، فيما بلغت النسبة 50% للقادمين من دول أوروبا، خاصة تركيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وألمانيا.
وعلى صعيد إقبال الزوار السيَّاح من خارج المملكة فقد تصدرت مكة المكرمة الوجهات بـ 4.4 ملايين سائح، وجاءت الرياض في المركز الثاني من حيث عدد السياح بسبب زيادة القادمين بالتأشيرة السياحية والقادمين لزيارة الأهل والأصدقاء، فيما حققت الدمام والخبر زيادة في إجمالي عدد السياح بنسبة 96% عن الربع الأول من عام 2019م بسبب زيادة أعداد الزوّار السيَّاح الوافدين من البحرين وقطر لغرضي الترفيه وزيارة الأهل والأصدقاء.
وتم رصد نمو كبير في جدة بنسبة 247% بسبب زيادة الزوّار السيَّاح لغرض الترفيه وزيارة الأهل الأصدقاء، فيما تصدرت الأحساء نسبة النمو مقارنة بالربع الأول من عام 2019م بنسبة نمو 419% مع عودة الحركة السياحية مع قطر، وبسبب زيادة أعداد الزوار السيَّاح من دول الخليج الأخرى.