تشتمل عمليات الطيران على شبكة معقدة من مئات العناصر المترابطة – الطائرات والمطارات، والأفراد والركاب، التي تتغير في الوقت الفعلي، ويؤدي كل منها إلى سلسلة من ردود الفعل، وذلك حسب تقرير صادر من مجموعة لوفتهانزا الألمانية.
ويمثل قطاع الطيران العالمي نحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وهو رقم يرتفع مع انتعاش السفر الجوي حالياً.
ويعد الحجم الهائل للبيانات المتاحة الذي يوفر الفرصة لتحديد المجالات لتحسين الاستدامة، كما أن وضع الذكاء الاصطناعي على البيانات الموجودة يسمح بمستوى جديد من الرؤية للأساطيل.
وتعد البيانات الميكانيكية وبيانات الأداء لكل طائرة على حدة فريدة من نوعها مثل بصمة الإصبع أو ما يعرف بالبصمة الرقمية، ويمكن أن تساعد مراقبة المتغيرات مثل جدول الصيانة لكل طائرة، وسعة الركاب ووزنهم، في تعيينهم على مسارات مثالية، مما يوفر الوقود.
ويعد استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم هذه الاختلافات أداة مفيدة لجهود إزالة الكربون، مما يساعد على تحقيق مكاسب صغيرة في الكفاءة تتراكم عند توسيع نطاقها عبر أسطول من الآلاف.
وبفهم هذه المتغيرات يمكن تحديد مدى احتراق الوقود. يؤدي حرق الوقود الأقل إلى تقليل الانبعاثات، بينما يرتفع الأداء.
وسيحتاج الإنسان إلى ساعات طويلة لتحليلها. لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه استخلاص هذا التحليل في دقائق معدودة، مما يساعد على استبدال عملية اتخاذ القرار التقليدية والمتسلسلة بإلقاء نظرة متزامنة على العمليات على مستوى النظام. كل هذا يساعد على ضمان أن طيار الغد سيقود الطائرة الأكثر كفاءة المتاحة لمساره.
وتكون الانبعاثات المحتملة وتوفير التكاليف كبيرة. ويعد الذكاء الاصطناعي مجرد واحدة من العديد من الأدوات الرقمية التي يمكن استخدامها لتحديد التحسينات التشغيلية. تساعد الصيانة التنبؤية والتخصيص الآلي للفتحات والعديد من الابتكارات الأخرى على المساهمة في خفض الانبعاثات والتكلفة.