كشف المركز العربي للإعلام السياحي في دراسة له، عن التأثيرات الرقمية السالبة على السياحة العربية وتداعيات أزمة فيروس كورونا- العالمية على صناعة السياحة العربية، متوقعًا انخفاضًا غير مسبوق لإيرادات السياحة العربية ربما تصل إلى 50% من إجمالي الناتج في الدول العربية التي تعد السياحة أحد روافدها المالية مثل الإمارات ومصر والمغرب ولبنان وتونس والأردن والبحرين وسلطنة عمان.
وأوضح حسين المناعي رئيس المركز العربي للإعلام السياحي، أن قطاعي السياحة العربية والطيران يعدان من أهم موارد الدخل للعديد من البلدان العربية، ويتربعان على عرش القطاعات الاقتصادية المتضررة بشدة من تفشي فيروس كورونا حول العالم.
وأشار إلى أن قطاع السياحة هو الأكثر تضررًا مقارنة بقطاع الطيران؛ حيث يستمر الشحن الجوي وبعض رحلات السفر المدنية، ويحذر "المناعي" من فكرة الاستغناء عن العمالة بسبب الأزمة؛ وخاصة العمالة المدربة من ذوي الخبرة والكفاءة لأنهم العمود الفقري لإدارة صناعة السياحة، والذي يُعَد أهم عناصر استمرارها حال عودتها مجددًا.
وبناء على المعطيات المتوافرة حاليًا لمنظمة السياحة العالمية؛ أكد أستاذ اقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا وعضو المجلس الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية الدكتور سعيد البطوطي، أن من المتوقع انخفاضًا في أعداد السائحين عام 2020 بنسبة تتراوح من سالب 20% إلى سالب 30% عن عام 2019، وهذا يتوقف على فترة انتهاء موجة انتشار فيروس كورونا في العالم.
ويشير "البطوطي" إلى عائدات السياحة على مستوى العالم فيقول إن نسبة الانخفاض ستسير بنفس معدل انخفاض الأعداد بما يتراوح بين 300- 450 مليار دولار انخفاضًا عن عام 2019.
ومع ذلك، تؤكد منظمة السياحة العالمية أن هذه الأرقام تستند إلى آخر التطورات؛ حيث يواجه المجتمع الدولي في الوقت الحالي تحديًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا غير مسبوق، ويجب تفسيره بحذر؛ نظرًا لطبيعة عدم اليقين الشديدة للأزمة الحالية.
وأشار "البطوطي" إلى نسبة التراجع في منطقة الشرق الأوسط من المتوقع أنها ستتعدى 50% تراجعًا في الأعداد والإيرادات.
مصر
في مصر يعمل 3 ملايين شخص في قطاع السياحة الذي يسهم في نحو 15 الى20% من الدخل القومي بقيمة 12.5 مليار دولار، وبلغ عدد السياح الوافدين على مصر أكثر من 12 مليون سائح وفق أرقام رسمية، وكان متوقعًا زيادة الرقم بنسبة 30% في العام الجاري وفق بيانات رسمية؛ ولكن المؤشرات تنبئ بهبوطه لما يقرب 50%.
الإمارات
السياحة في الإمارات هي أكثر القطاعات تضررًا؛ حيث أسهم بما يزيد على ٢٢ مليار دولار في إيرادات الدولة، وبحسب الأرقام فإن هذا القطاع يوفر ما يقرب من 350 ألف فرصة عمل، وبدأ العديد من الفنادق إغلاقًا تامًّا، وتم تقليص العمالة فيها، بالإضافة إلى أن تأجيل معرض "إكسبو دبي" سيوثر تأثيرًا مباشرًا في التراجع بعد أن كان المعرض مستهدفًا جذب 20 مليون سائح.
السعودية
بلغت خسائر القطاع السياحي 7 مليارات دولار جراء توقف السياحة بكل أشكالها وتوقف العمرة واستقطاب استثمارات تُقَدّر بـ115 مليار ريال حتى وقت إطلاق التأشيرة السياحية، ووفقًا للتقارير الصادرة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ فإن عدد العاملين بالقطاع السياحي في المملكة وصل 1.7 مليون شخص.
لبنان
تم تسجيل تراجع كبير في السياحة وصل إلى حدود الـ80% ليخسر ما يقرب من 160 ألف عامل وظائفهم بسبب ما يحدث.
الكويت
كانت توقعات نمو القطاع السياحي الكويتي تقارب 4.8% سنويًّا حتى عام 2028، وفق توقعات مجلس السفر والسياحة العالمي، ولكن أوقف الفيروس هذه الخطط؛ بل وفقد ما يزيد على 5 آلاف شخص من العاملين في شركات السياحة والسفر وقطاع الفندقة الكويتي من جراء الأزمة الصحية العالمية.
الأردن
تم إلغاء حجوزات سياحية بنسبة زادت على 30% خلال مارس الجاري، ووصف رئيس جمعية وكلاء السياحة الأردنية محمد سميح، الوضع بـ"الكارثي".
من ناحية أخرى توقعت منظمة السياحة العالمية أن خسائر القطاع، التي وصلت الآن إلى 77 مليار دولار، مرشحة لأن تصل إلى عتبة الـ180 مليار دولار، في نهاية شهر أبريل القادم.