تستمر سبق في سرد الحوادث التي حدثت في رمضان كل ١٠٠ عام هجرية، ونصل في هذه الحلقة الرابعة إلى رمضان عام 400 هجرية، وكان الخليفة العباسي القادر بالله أحمد بن إسحاق قد تولى أمر المسلمين في عام 381 هجرية وبَقي في الخلافة مدة 43 عاماً، وجاء رمضان عام 400 هجرية في عهده، وكان العباسيون قد وصلوا بفتوحاتهم إلى أقاصي الهند وبدؤوا ضرب الجزيرة الأيبيرية، واشتهر الخليفة القادر بالله بحبه لصلاة التراويح، واهتم بها اهتماماً كبيراً وزين المساجد واستدعى القرّاء.
وعرف عن القادر أنه كان متديناً كثير التهجد بالليل وكثير البر والصدقات. تفقه على يد الشافعي، وله كتاب في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث، وأورد في كتابه فضائل الخليفة عمر بن عبد العزيز.
أحداث جسام في رمضان
ضرب بغداد في أواخر شهر شعبان من هذه السنة ريح شديدة، ودخل رمضان وقد ألقت الرياح رملاً أحمر في طرقات بغداد، كما هبت على الحجاج الذين يتحركون إلى مكة في منتصف رمضان ريح سوداء مظلمة، واعترضهم الأعراب فصدوهم عن السبيل، حتى فاتهم الحج في هذه السنة أيضاً، فرجعوا إلى بغداد وعادوا دون أداء الحج كما ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية.