
على ارتفاع يتجاوز 3 آلاف متر عن سطح البحر، تنتشر مزارع الفراولة على قمم جبال عسير، بصفتها واحدة من أبرز التجارب الزراعية والوجهات السياحية في المنطقة، حيث تتناغم الطبيعة مع بهجة الزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة، الذين ضمّنوها ضمن مقاصدهم السياحية في عسير للاستمتاع بنكهاتها وطعمها الفريد.
وتحوّلت هذه المشاريع الزراعية إلى وجهات سياحية تعبّر عن شغف أهالي المنطقة بالزراعة، مستفيدين من طبيعة المكان والطقس البارد، فأنشأوا مزارع تضم آلاف الشتلات من الفراولة بأنواعها المختلفة وأصنافها المتعددة.
وتجسّد مزارع الفراولة نموذجًا متقدمًا في السياحة البيئية والزراعية، حيث يجد الزائر نفسه بين أحضان الطبيعة، يتنقل بين ألوان الفراولة ونكهاتها، في تجربة تُترجم سحر عسير وتراثها الزراعي في أجمل صوره.
ويُعزى انتشار مزارع الفراولة في منطقة عسير خلال فصل الصيف إلى ملاءمة المناخ البارد وهطول الأمطار، خاصة في المناطق المرتفعة، مما يسهم في تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاج.
وتبرز عدة مواقع في المنطقة بصفتها مراكز متميزة لزراعة الفراولة، التي أثبتت تفوقها من حيث الجودة والحجم، وتنتشر في قرى العزيزة، ووسط مدينة أبها، ووادي بن هشبل، وأصبحت وجهات مفضلة للزوار للاستمتاع بتجربة قطف الفراولة الطازجة.
وأوضح المزارع يحيى عسيري في حديثه لوكالة الأنباء السعودية أن مزارع الفراولة تمثل وجهة مثالية للعائلات ومحبي الطبيعة، إذ تتيح للزوار قطف الفراولة الطازجة بأيديهم، ثم غسلها، وإضافة النكهات المختلفة عليها وتناولها، مع إطلالة بانورامية مذهلة على محمية ريدة الطبيعية، وعقبة "حبُو"، وسلسلة جبال "حَسوة" في رجال ألمع.
وأشار عسيري إلى حرص المزارعين على تطبيق مفهوم السياحة الزراعية المتكاملة، من خلال تقديم برامج تفاعلية تشمل التعريف بمراحل الزراعة، والتقاط الصور، وتذوق المربى والعصائر المصنوعة محليًّا من المحصول ذاته، مؤكدًا أن نجاح تجارب الزراعة أصبح مصدر إلهام، ومجالًا رحبًا للابتكار، ومحفزًا لاستثمار مقومات المنطقة، وفرصًا للتعاون مع الشركاء المحليين لتعزيز المساهمة في تنمية المجتمع الريفي.