مع استمرار الاحتجاجات العنيفة التي امتدت إلى أنحاء مختلفة في فرنسا بعد مقتل شاب، تأثر قطاع السياحة الفرنسي بشدة، وهو الذي يعد متصدر العالم في استقبال السياح بعدد يفوق 75 مليون سائح في 2022؛ إذ شهدت الفنادق الفرنسية إلغاء حجوزات هائلة، إضافة إلى تعرُّضها لأضرار من جراء أعمال الشغب.
وقال تييري ماركس، رئيس الجمعية الرئيسية لأصحاب الفنادق والمطاعم، إنه منذ وفاة "نائل مرزوق" عن 17 عامًا، خلال تدقيق مروري في نانتير في ضاحية باريس منذ خمسة أيام، "شهدت الفنادق موجة من إلغاء الحجوزات في جميع المناطق المتضررة من جراء التخريب والصدامات".
وأضاف ماركس أمس الجمعة بأنه يتلقى رسائل يومية من أصحاب هذه المؤسسات التي تعرضت لـ"هجمات ونهب وتخريب، بما في ذلك بعض المطاعم والمقاهي"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".
وأضاف: "مؤسساتنا هي في جوهرها أماكن ضيافة، وأحيانا ملاجئ وأماكن للمساعدة في حالات الأزمات.. لا ينبغي تحميلها عواقب الغضب الذي لا يد لها فيه. ونحن ندين هذه الأعمال".
وتوجَّه ماركس إلى السلطات طالبًا منها أن تفعل "كل شيء" لضمان سلامة العاملين في قطاع الفنادق والمطاعم في أكثر الوجهات السياحية شُهرة في العالم.
من جانبها، أكدت العديد من شركات السياحة والسفر بالسعودية تزايُد الطلبات لإلغاء الحجوزات إلى فرنسا، واستبدال وجهات عدة بها، على رأسها لندن.
كما أعلنت جمعية الفنادق والمطاعم المستقلة في فرنسا أسفها؛ لأن "قنوات التلفزيون الأجنبية تعرض مشاهد تصور باريس وقد لفَّتها الحرائق، وغرقت في الدماء".
وأضاف بأن السياح على وجه الخصوص، الحريصين بشدة على سلامتهم وأمنهم، قد لا يترددون في تأجيل رحلتهم أو إلغائها.
وقال ديدييه أرينو، مدير شركة "بروتوريسم"، إن "السياح يعرفوننا جيدًا، لكن في النهاية يبدو الأمر كما لو كنا نقوم بحملة دعاية سلبية، كلفتها عشرات الملايين من اليوروات، لفرنسا كوجهة سياحية أولى في العالم".