كشف برنامج جدة التاريخية عن افتتاح وتشغيل أول ثلاثة فنادق تراثية بعد ترميمها بالتعاون مع شركة تطوير البلد -إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة-، حيث أعاد البرنامج تأهيلها مع الحفاظ على سماتها المعمارية الفريدة، وبأعلى المعايير المتبعة عالمياً، ووفق ضوابط منظمة اليونسكو، والتي صنفت جدة التاريخية في العام 2014 ضمن قائمتها للتراث العالمي.
وتطور شركة تطوير البلد حزمة تتضمن 34 مبنى تراثياً وتشمل مجموعة الفنادق التراثية: بيت جوخدار، وبيت الريّس، وبيت كدوان، وقد تم ترميمها وأعيد تأهيلها بهدف الإسهام في الحفاظ على تراث المملكة وصونه وتأهيله وإعادة تشغيله.
ويتميز بيت جوخدار برواشينه الخشبية ذات الزخارف الجميلة والتي تعد الأكبر في المنطقة بينما يتميز بيت الريس بتصميمه الداخلي حيث تطل جميع غرفه على فناء داخلي جميل محاط بأعمدة تعلوها أقواس حجرية أما بيت كدوان، فيتميز بموقعه بالقرب من برحة نصيف في سوق العلوي.
ويسلم البرنامج الفنادق إلى مجموعة ضيافة البلد الذراع التشغيلي لشركة تطوير البلد والتي تهدف إلى تقديم تجارب فندقية فريدة وأصيلة في مجال الضيافة، تجمع بين التاريخ والأصالة ووسائل الراحة الحديثة، وتتميز بالحفاوة المستمدة من الثقافة المتأصلة في المنطقة، والالتزام بصون تراثها وتطوير تجارب ثرية
وتقع منطقة جدة التاريخية داخل السور الذي شيّده السلطان المملوكي قانصوه الغوري عام 915هـ، وهي تحتفظ بالطابع التقليدي للعمارة والذي يعتبر مزيجاً متناغماً بين المناخ والتقاليد الاجتماعية للسكان.
وكان سور جدة، والذي تمت إزالته عام 1947م، يحتوي أبواباً عديدة، مثل باب مكة، وباب المدينة، وباب المغاربة، وغيرها؛ واستخدم حجر الكاشور الجيري المرجاني كمادة أساسية لبناء المنطقة، بالإضافة إلى الحجارة المجلوبة من الجبال القريبة من جدة، كما كانت البيوت فيها تتكون من عدة طوابق.
وقد جرت العادة أن يكون الطابق الأرضي مخصصاً للضيوف واستقبالهم، في حين خُصصت الطوابق العلوية لأهل البيت؛ وتميزت تصاميم البيوت بالرواشن التي تغطي مساحات كبيرة من واجهاتها، وكانت الرواشن تزيد وتنقص في كل بيت بناءً على الحالة الاقتصادية لأهله؛ وقد ظل نمط البناء التقليدي سارياً في جدة حتى بدأ "آل زينل" بتشييد دارهم التي استخدم في بنائها الإسمنت والحديد المسلح.